فاطمة داوود

تعيش ليلى غفران نشاطاً ملحوظاً هذه الأيام.
الفنانة المغربية تطلق أغنية منفردة وألبوماً جديداً، وتحضّر لديو مع فلّة، وتطرق باب السينما... كل ذلك تعويضاً عن تعاونها غير المثمر مع “روتانا”؟


تتحدث ليلى غفران بكثير من الأسى عن التقصير الذي أبدته “روتانا” تجاهها. بعد تسع سنوات من التعاون، استعادت المطربة المغربية حريتها، وبدأت تعمل بجهد للتعويض عن السنوات التي أضاعتها في أحضان الشركة. تبحث اليوم عن شركة إنتاج تحترم صوتها، وتبعد عنها شبح “الحصرية” الذي حرمها من الانتشار، حسب قولها، ومنعها من مشاهدة أعمالها على الفضائيات العربية.
تطرح غفران قريباً أغنية منفردة هي “من هنا ورايح”، كلمات وائل عقيد وألحان خالد شيباني. وتوضح أنها قررت إطلاق الأغنية التي صورتها أخيراً على طريقة الفيديو كليب، كتعويض عن فشل ألبومها الأخير “أكتر من أي وقت” في الانتشار، وحتى لا تبقى غائبة لمدة طويلة عن الساحة الفنية. من ناحية ثانية، بدأت الفنانة المغربية عقد جلسات عمل مع عدد من الشعراء والملحنين لاختيار أغنيات ألبومها المقبل. وتؤكد أنها ستحرص على تقديم رؤية موسيقية جديدة في الألبوم المقبل. لذا، ستسعى إلى اختيار أغنيات مصرية ولبنانية وخليجية وعراقية ومغاربية، علّها تحقق طموحها في انتشار عربي أكبر.
ولمَ أخفقَت في تحقيق هذا الطموح تحت جناحي “روتانا”؟ تجيب: “أضعت تسع سنوات من عمري الفني، شعرت خلالها بأنني لم أتقدم خطوة واحدة. عملت جاهدة لاختيار أعمال جميلة، لكنها للأسف لم تحظ بالانتشار بسبب الحصرية التي تفرضها “روتانا”. أما اليوم فأبذل جهداً مضاعفاً حتى أعوّض سنوات الخسارة”.
لكنها انتظرت طويلاً قبل أن تقرر الانفصال؟ “كنت أعيش حلم الوعود المعسولة. وعندما تأكدت ان مديري الشركة لن يفوا بوعودهم، انتظرت انتهاء العقد الفني الموقّع بيننا حتى لا أقع فريسة بنود الجزاء المنصوص عليها”.
من هنا، تستغرب غفران ذلك التناقض بين تصريحات الفنانين ورأي الشركة في نجاح ألبوم “أكتر من أي وقت”. وتقول: “غنّى فنانون عدة هذه الأغنية مثل حسين الجسمي، وإليسا، وشيرين عبد الوهّاب إلاّ أن “روتانا” أصرّت على إعلان فشل الألبوم. وهذا سبّب لي صدمة كبيرة وحطّم معنوياتي. لم أكن أتوقع منهم ردة الفعل هذه، وخصوصاً انني كنت بين أوائل الفنانين الذين انتسبوا إلى الشركة، ولا يجوز ان يعاملوني بهذه الطريقة السيئة”.
وتوضح غفران: “لم أدخل “روتانا” كفنانة مبتدئة. كنت قد أطلقت أغنية “جبار” للعندليب عبد الحليم حافظ، وحصدت شهرة كبيرة. كنت دائماً مجتهدة في عملي، وأنا مستعدة لمواجهة كل من يقول عكس ذلك”.
ينصّ العقد الموقع بين غفران و“روتانا” على تصوير ثلاثة فيديو كليبات، لم ينفّذ منها سوى واحد فقط، و“فوجـــــــــــئت بعدها بحجز مستحقاتي المالية. ثــــــم تعرضت للابتزاز بعدما طلــــــــــبت مني “روتانا” التنازل عن أي حق في رفع دعوى قضائية ضدها لاحقاً، فرضخت لهذا الشرط ووقّعت على التنازل، وبعد ذلك صرفت مستحقاتي ونلت نصيبي بالكامل”.
كيف تفسّر إذاً ظهورها على قناة “روتانا” قبل ايام في برنامج “قمرين”؟ تجيب: “ندمت على ظهوري في البرنامج. الحلقة لم تخدمني والحوار كان رتيباً. اتخذت قراراً نهائياً بعدم تكرار ذلك، فلا يجوز ان تسألني المقدمة عن رأيي في كل المطربات. هل كانت تستغني بذلك عن استضافتهن؟”.
تراهن غفران كثيراً على اختياراتها الغنائية، “وهذا ما يدفع شركات إنتاج عدة للتعامل معي. تجري مفاوضات بيني وبين المنتج محسن جابر من أجل دخول شركة “عالم الفن”. وهو تولّى انتاج الأغنية المنفردة، على ان يتم بحث مسألة الألبوم قريباً”. وتؤكد أن شرطها الأول والأساسي هو إلغاء الحصرية.
وتعترف الفنانة المغربية بفضل مصر عليها، وخصوصاً انها تحمل الجنسية المصرية وتغنّي لهجتها، وتقول بالفم الملآن: “مصر صنعت نجوميتي”. لكنها تنفي أن تكون أغنيات عبد الحليم حافظ، كما يقول بعضهم، هي سبب شهرتها، “أنا قدمت ألبومات كثيرة مثل “أنا مش ندمانة”، “لو حتى حيرفضني العالم”، و“اسألوا الظروف” و“كل شيء ممكن” حققت النجاح، قبل أن أطلق أغنية “جبّار””.
وترفض المقارنة بينها وبين غيرها من مطربات المغرب العربي مثل لطيفة وسميرة سعيد وفلّة، “لكل واحدة منهن أسلوب مستقل، وأنا أختلف عنهن كثيراً”. وتكشف عن نيتها تقديم ديو سيجمعها قريباً مع فلّة الجزائرية، و“ذلك من أجل كسر قاعدة الديو التي تجمع رجلاً وامرأة”. وستحمل الأغنية مضموناً انسانياً بعيداً من الحب والغرام، وتشير إلى ان الفكرة راودتها حتى قبل قيام مادونا وبريتني سبيرز بذلك، وطرحتها على الفنانة الراحلة ذكرى التي أبدت موافقة مبدئية لكن الموت خطفها قبل تنفيذ المشروع.
على خط مواز، تحضّر غفران مفاجأة لجمهورها من خلال التوجه الجديّ نحو السينما المصرية بعدما عرض عليها سيناريو فيلم سينمائي جديد، ستقوم ببطولته قريباً.