المبالغة والانفعالية والعواطف الزائدة هي السمات التي رافقت خطوات النجمة السورية أمل عرفة خلال السنوات الاخيرة. قد يعتقد بعضهم بأن انحسار الضوء عنها لصالح زميلات المهنة، هو السبب الرئيس في ذلك، أو يذهب آخرون نحو التحليل في حياتها الشخصية المعقدة بعد انفصالها عن زوجها الممثل عبد المنعم عمايري ومسؤولياتها المطلقة عن ابنتيها مريم وسلمى! أو ربما تراجع النجاح الذي اعتادت أن تحققه وتقديمها تجارب لا تليق باسمها لكّنها كانت مضطرة بسبب حصارها بظروف اقتصادية سيئة ودخولها كشريكة في إنتاج مسلسلها «سايكو» (كتابتها مع زهير قنوع وإخراج كنان صيدناوي) من دون أن يجد فرصة للعرض إلا بعدما باعته بجهود شخصية لتلفزيون «لنا» الذي قدّمت على شاشته برنامجاً حوارياً مخيباً بعنوان «في أمل». صباح اليوم أرسلت بطلة «عيلة خمس نجوم» (1993 كتابة حكم البابا وإخراج هشام شربتجي) تصريحاً لـ «الأخبار» تقول فيه إنّها قررت أن تعتزل الفنّ و«سأتركه لأهله هذا آخر كلام عندي، أشعر بالقرف النهائي، ربما تعيلني أيّ مهنة أخرى على الحدود الدنيا من الحياة الكريمة، بطريقة أفضل مما يحصل معي في هذه المهنة».طبعاً الكلام كسابقاته من التصريحات تسيطر عليه اللغة الانفعالية، والتسرّع، إضافة إلى الرغبة بالانتصار لاعتداد شخصي يبدو واضحاً بأنه يتهاوى نتيجة الخيبات المتلاحقة!
فعلياً لم يسبق أن عرفت سوريا موهبة متكاملة بحجم «العتقاء» (نسبة لدورها في «الجوارح» ـ 1994 لهاني السعدي ونجدت أنزور) لأنها تمثّل وتغني وترقص بشكل احترافي، وبصيغة تراكم مقدرات الفنان وتكّرس من جاذبيته وحضوره. كما أنه سبق لها أن أسرت مشاهدها بملكة التقديم في أكثر من محطة، وإن عاكستها الظروف، يمكن لها كتابة مسلسل، بمعنى أنها لا تنتظر الفرص حتى تطرق بابها، بل يمكنها صناعة مجدها بنفسها!
سوريا تملك أمل عرفة واحدة وربما حان الوقت لتدخل صريح من جهة إنتاجية، أو مؤسسة حكومية لتقول كلمتها وتعيدها إلى مكانة تستحقها بجدارة، لكن بشرط أن تتوقف عن إدراة صفحتها الشخصية على الفايسبوك بنفسها وعن التصريحات الإعلامية المنفعلة!