لا تجيد واشنطن غير الانتقاد اللفظي عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، هذا ما فعلته في تعليقها على شرعنة البؤر الاستيطانية، في وقت نفى فيه الفلسطينيون وجود خطط لاجتماع مع إسرائيليين في الأردننفى المفاوض الفلسطيني، صائب عريقات، أمس، عقد اجتماع بين مندوبين فلسطينيين وإسرائيليين قريباً في الأردن لبحث استئناف محادثات السلام، مؤكّداً ضرورة وقف إسرائيل بناء المستوطنات أوّلاً، فيما أعربت واشنطن عن معارضتها لتشريع البؤر الاستيطانية الذي تسعى إليه الحكومة العبرية. وكانت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية قد أعلنت أن واشنطن تأمل أن يعقد الإسرائيليون والفلسطينيون اجتماعاً تمهيدياً في الأردن في 23 تشرين الأول الجاري. لكن عريقات، المستشار المقرب من عباس، أبلغ إذاعة صوت فلسطين أنه ليس من المزمع عقد مثل هذا الاجتماع. وقال إنه «تردد أن هناك اجتماعات ودعوات لعقد اجتماعات في الأردن بين وفدين إسرائيلي وفلسطيني مع رباعي الوساطة الدولية للسلام في الشرق الأوسط. هذا الكلام غير صحيح، والفلسطينيون لم يتسلموا أي شيء منهم». وأشار الى أن من يحاول الالتفاف على نقطة وقف إسرائيل الاستيطان وقبول حدود 1967 إنما يضيّع وقته.
من جهة ثانية، أعلن عريقات أن من المقرر أن يجتمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الموجود حالياً في باريس، مع المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط ديفيد هيل. وقال إنه لن تكون هناك أي مفاوضات لمجرد إجراء مفاوضات. كما أكد المتحدث باسم السفارة الأميركية في باريس، بول باتين، أن «هيل سيلتقي عباس»، إلا أنه لم يكشف موعد اللقاء أو أي تفاصيل.
ومن المقرر أن يلتقي عباس الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم لمناقشة جهود إعادة إطلاق عملية السلام والطلب الفلسطيني للحصول على عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة. بدوره، رأى رئيس وزراء الأردن، معروف البخيت، خلال لقائه وزير خارجية اليونان ستافروس لامبرينيديس، أن «استمرار الاستيطان في الأراضي العربية واستمرار الانتهاكات الأحادية الجانب من قبل اسرائيل يقوّض الجهود السياسية والدبلوماسية الرامية الى عودة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين». وأكد أن «الأردن يدعم حل دولة فلسطينية قابلة للحياة يضمن جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حق اللاجئين في العودة والتعويض، وأن تكون القدس عاصمة لهذه الدولة». فيما أعلن وزير خارجية اليونان أن بلاده «تؤيد حل القضية الفلسطينية وفقاً لحل الدولتين». وفي واشنطن، أعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند، عن معارضتها لأي جهد إسرائيلي لتشريع البؤر الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقالت «موقفنا في هذه المسألة لم يتغير. للولايات المتحدة سياسة واضحة. نحن لا نقبل تشريع النشاط الاستيطاني الإسرائيلي المتواصل». وأضافت «نعارض أي جهد لتشريع البؤر الاستيطانية، التي لا تساعد جهودنا للسلام وستتعارض مع التزامات إسرائيل».