غطت الدماء الأراضي السورية، صباح أمس، بفعل سلسلة تفجيرات إرهابية تبناها تنظيم "داعش"، وقد ضربت ريف العاصمة دمشق، إضافة إلى مدن طرطوس وحمص والحسكة، وذلك في خطوة تصعيدية جديدة جاءت بالتوازي مع الإنجاز العسكري الذي يحققه الجيش في حلب وريفها، في وقت كانت فيه المفاوضات الأميركية الروسية تتجه نحو إخفاق مبدئي.
استهدفت التفجيرات ريفَي طرطوس ودمشق ومدينتَي حمص والحسكة

وكان لريف طرطوس (حاجز جسر أرزونة) النصيب الأكبر من دماء الضحايا، إذ تسبب التفجير باستشهاد 30 شخصاً، على الأقل، بين مدني وعسكري. وتُعتبر النقطة المستهدفة حيوية بالنسبة إلى المسافرين بين حمص وطرطوس لوقوعها على الأوتوستراد الدولي الذي يربط الساحل بوسط البلاد، وصولاً إلى العاصمة والجنوب السوري. وأشارت مصادر ميدانية إلى أن "التفجير وقع عبر سيارة مفخخة، ما لبث أن تبعها تفجير انتحاري بواسطة حزام ناسف". وقد تسبّب مرور "صهريج فيول" على الحاجز، بزيادة الأضرار البشرية والدمار في المكان.
تفجير آخر ضرب ريف العاصمة السورية، لكن سيطرة القوى الأمنية على الوضع حالت دون تحوّل الحدث إلى كارثة، إذ قام ثلاثة انتحاريين بتفجير أنفسهم داخل سيارة، ما أدى إلى استشهاد عنصر من الدفاع الوطني وجرح 3 آخرين، على طريق بيروت، أو ما يسمى طريق الصبورة ــ البجاع، بجانب معمل أدوية ابن زهر. وكان الاشتباه بالسيارة قد أفضى إلى التأكد سريعاً من كونها غير نظامية وأن بداخلها مشبوهين، ولا سيما أن محاولات إيقافها من قبل عناصر الأمن لم تؤدّ إلى نتيجة. وبحسب الترجيحات الأمنية، فإن السيارة كانت متجهة نحو العاصمة دمشق.
وفي حمص، سقط الشهيدان، عبد الكريم حسن ونعيم حداد أثناء تفتيش السيارة والاشتباه بها قبل وصولها إلى حي الزهراء المأهول. ووفق مصدر ميداني، فإن انتحارياً فجّر نفسه داخل سيارة جيب رباعية الدفع، وذلك أثناء قيام عناصر "حاجز حي باب تدمر" بتفتيشها. وقد أحدث التفجير حفرة كبيرة في المكان، تضاف إلى عشرات الحفر التي سبّبتها التفجيرات المتلاحقة في حي الزهراء الحمصي. ويؤكد عدد من العابرين يومياً على الحاجز المذكور التفتيش الدقيق الذي يقوم به العناصر للسيارات المارة منه، ما خفف من الأضرار المتوقعة جراء التفجير. ويُعتبر حي باب تدمر من الأحياء المجاورة لحي الزهراء، والمؤدية إليه.
وفي مدينة الحسكة، ضرب تفجير إرهابي المدينة الواقعة إلى الشمال الشرقي من البلاد، ما أودى بحياة ستة مواطنين وجرح آخرين. وقد وقع التفجير قرب محطة مرشو للوقود.