تُواصل بعثة «الوكالة الدولية للطاقة الذرّية» زيارتها إلى محطّة زابوروجيا، في محاولة لمنع تفجُّر الوضع في هذه المحطّة، والذي ستكون له تداعيات كارثية على أكثر من مستوى. وبينما تستميت أوكرانيا في محاولاتها استعادة السيطرة على «زابوروجيا»، تتمسّك روسيا بوجودها هناك، بما يخدم مخطَّطها الهادف إلى تزويد المناطق الأوكرانية الداخلة في سيطرتها بالطاقة الآتية من المحطّة موضوع النزاع

اقتربت القوات الروسية من السيطرة على كامل إقليم دونباس، شرقيّ أوكرانيا، حيث تشتدّ المعارك على جبهات «جمهورية دونيتسك». ووسط قصور القوات المهاجَمة عن منْع التقدُّم الروسي على هذه الجبهة، ووقْف سقوط ما تبقّى من مناطق خاضعة لسيطرة كييف هناك، برزت حاجة أوكرانيا - ومِن خلفها القوى الغربية - إلى تحقيق نصْر سريع في مكان آخر، فوقع الخيار على خيرسون، حيث احتشدت القوات الأوكرانية مجدّداً، رغبةً منها في استعادة المناطق التي افتقدتها، وهو ما يبدو، إلى الآن، بعيد المنال

في ظلّ حديث أوكراني وغربي عن بدء روسيا مرحلة جديدة من هجومها على أوكرانيا، تصعّد القوات الروسية، بالفعل، تكتيكاتها المنتظمة على غير جبهة، من أجل استكمال مهمّة السيطرة على ما تبقّى من أراضي منطقة دونيتسك. وبالتوازي مع ذلك، يبدو أن موسكو وضعت مهمّة التصدّي للأسلحة الغربية الجديدة المرسَلة إلى أوكرانيا على رأس أولوياتها، وفق ما أنبأ به تصريح وزير الدفاع، سيرغي شويغو، الذي وجّه قادة الجيش بأن تكون أولويتهم تدمير الصواريخ وقذائف المدفعية الأوكرانية بعيدة المدى، والتي «تُستخدم في قصف مناطق سكنية في دونباس»

مع استكمال سيطرتها على كامل ليسيتشانسك، تكون القوات الروسية قد باتت على أعتاب الخطوة الأخيرة من معركة انتزاع إقليم دونباس، وإدخاله تحت ظلّ نفوذها، في ما سيشكّل، لدى تَحقّقه، تحوُّلاً استراتيجياً في مسار المعركة المندلعة منذ شباط الماضي. والظاهر أن هذه الخطوة لن تكون عسيرة بالنسبة للروس وحلفائهم، بالنظر إلى ما أصاب القوات الأوكرانية المنسحِبة من ليسيتشانسك من ضعف وتراجع معنوي، سيؤثّر على أدائها في الجبهات كافة في مقبل الأيام

مع استكمال سيطرتها على مدينة سيفيرودونيتسك، بدأت القوات الروسية العمل على محاصرة مدينة ليسيتشانسك تمهيداً لإسقاطها. وفي حال تَحقّق لها هذا الهدف، تكون قد أنهت مهمّة انتزاع منطقة لوغانسك، ما يعني الانتقال إلى إتمام مهمّة مماثلة في منطقة دونيتسك، وتعبيد الطريق أمام خروج كامل منطقة الدونباس من السيطرة الأوكرانية

تقترب القوات الروسية من إتمام مهمّتها في مدينة سيفيرودونيتسك، التي لم يتبقَّ فيها من التشكيلات الأوكرانية سوى قوّة محدودة محاصَرة في محيط مصنع أزوت. وتفتح السيطرة على هذه المدينة الباب على انتزاع ليسيتشانسك، التي تُمثّل مع الأولى عُقدة أساسية في مربّع تموضع التشكيلات الأوكرانية المُمسِكة بمحاور وسط الدونباس، والتي جرى شطرها إلى قسمَين، تمّ عزلهما عن بعضهما البعض

توشك روسيا على حسم المعركة في إقليم دونباس لصالحها، بعدما استطاعت، إلى جانب القوات الحليفة لها، انتزاع مدينة سيفيرودونيتسك من أيدي الأوكران، في أعقاب معارك استمرّت أيّاماً. على أن العملية العسكرية لن تنتهي، على ما يبدو، عند حدود دونباس، بل إن الخبراء العسكريين يعتقدون أنّنا بتنا أمام خطّة روسية لبسط النفوذ على أكثر من نصف الجغرافيا الأوكرانية، على مراحل قد تطول أو تَقصر