قمّة للقبٍ معنويّ بين الأنصار والصفاء

لن تكون الجولة العاشرة من الدوري اللبناني لكرة القدم كسابقاتها، فهي ستحمل أهم مباراةٍ حتى الآن هذا الموسم، وذلك عندما يلتقي الأنصار متصدّر لائحة الترتيب العام مع الصفاء وصيفه بفارق نقطتين، الليلة الساعة 20.15، على ملعب مجمع الرئيس فؤاد شهاب الرياضي في جونية.
مباراةٌ ليست ككل المباريات بالتأكيد، كونها ستجمع بنظر الكثيرين أفضل فريقين هذا الموسم، إن كان عند انطلاق الدوري أو بعد استئنافه عقب وقف إطلاق النار.
الواضح أن من ينظر إلى طرفَي القمّة بهذا الشكل هو محقّ، إذ إنْ لا ملاحظة يمكن تركها حيال تزعّم الأنصار للترتيب العام، فهو الوحيد الذي حقّق العلامة الكاملة بفوزه بكل مبارياته حتى الآن، بينما ومنذ أن فضّ الشراكة مع العهد، بدا الصفاء أقرب الفرق القادرة على مزاحمة الفريق الأخضر وإزعاجه في طريقه إلى تعويض ما فاته في الموسمين الماضيين بعدما كان المرشّح الأول لإحراز اللقب بفعل التشكيلة القوية التي امتلكها.
واللافت أنه رغم خروج أبرز هدّافيه السنغالي الحاج مالك تال الذي انتقل إلى النهضة العُماني، أطل الأنصار أقوى، وقد التقى معه الصفاء على هذا الصعيد، مُظهِراً طموحاته الجارفة لاستعادة اللقب الذي فاز به 3 مرات، آخرها في موسم 2015-2016، وذلك من خلال التعاقدات الكبيرة التي قام بها، وقد حملت أسماءً مهمة جداً في اللعبة إلى صفوفه.
حلّ الصفاء وصيفاً للأنصار 5 مرات مقابل عدم ذلك للأخير
وإذ يعتبر كثيرون من المراقبين أنه بإمكان الصفاء تقديم أفضل مما قدّمه حتى الآن، فإن المباراة أمام الأنصار تشكّل مناسبةً مهمة للفريق الأصفر من أجل إظهار قدراته الحقيقية، فالفوز سيعطيه الصدارة وأكثر لأنه سيرفع من ثقة لاعبيه بأنفسهم ومن أسهمهم في سعيهم إلى التتويج في نهاية الموسم.
ولهذه الغاية بدأ عمل الفريقين منذ أسابيع لتعزيز صفوفهما بعناصر أجانب إضافيين بغية بسط سيطرتهما بشكلٍ أكبر، فضمّ الصفاء المهاجم الجزائري أيمن يسعد لقجع ولاعب الوسط الإيفواري غي إنترز، بينما وجد الأنصار ضالّته في مركز رأس الحربة بضمّه المغربي أيوب نناح، وعزّز خط الظهر بمدافعٍ كاميروني هو الكاميروني دانيال كامي.
هذه التعاقدات كانت مقدّمة لمعركةٍ مرتقبة مساء اليوم تعيد إلى الأذهان ذكريات الصراع القديم بينهما، وخصوصاً في تسعينيات القرن الماضي حيث حلّ الصفاء وصيفاً لـ»الأنصار الذهبي» 4 مرات أعوام 1993، 1994، 1996، و1999، قبل أن يتكرّر المشهد عام 2007، بينما لم يحلّ «الزعيم» إطلاقاً وصيفاً لـ»العميد» الساعي إلى تعويض أيام الزمن الجميل.
«دربي» الأشرفية ختاماً
وتحمل هذه المرحلة التي تُفتتح اليوم بلقاء الرياضي العباسية والعهد عند الساعة 14.15 على ملعب الثاني، مجموعةً من المباريات المهمة والمفصلية في مشوار أطرافها، وخصوصاً الفرق الساعية إلى دخول سداسية الأوائل، أمثال النجمة رابع الترتيب العام (14 نقطة) الذي سيواجه شباب الساحل السادس (13 نقطة)، غداً الساعة 15.45 في جونية.
كما يسبق هذه المواجهة لقاء التضامن صور السابع (10 نقاط) مع تجمّع شباب بعلبك الساعة 14.15 على ملعب الصفاء، بينما يبرز أيضاً في التوقيت نفسه لقاء الجريحين الشباب الغازية قبل الأخير (5 نقاط) والبرج متذيّل الترتيب (3 نقاط) على ملعب الإمام موسى الصدر.
-
(طلال سلمان)
أما ختام المرحلة فسيكون الأحد عند الساعة 15.00 بمواجهة تحمل معانيَ دائماً لطرفيها، وهي «دربي» الأشرفية الذي يبدو مهماً تماماً كما كان عليه الحال خلال الأيام الخوالي بين الحكمة خامس الترتيب (14 نقطة) والراسينغ التاسع (7 نقاط).
وإذ يبدو طموح الحكماويين واضحاً ويتمثّل بإنهاء المرحلة الأولى من الدوري بين الستة الأوائل، فإنه لا مجال أمام الراسينغ سوى تحقيق الفوز للإبقاء على آماله في تكرار إنجاز الموسم الماضي مع تبقّي جولة واحدة على الختام.
وقدّم الفريق الأبيض أداءً لافتاً في الفترة الأخيرة، وهو الذي يلعب منقوصاً من العنصر الأجنبي، ويفتقر شبانه للخبرة المطلوبة، ما يعقّد الأمور عليهم في بعض الأحيان.
من هنا، تبدو الاحتمالات مفتوحةً على مصراعيها في المباراة الرقم 33 بين الفريقين في الدرجة الأولى منذ أول لقاءٍ جمعهما في موسم 1966-1967، فتفوّق الراسينغ في فترة السبعينيات وما تلاها، بينما كان الحكمة الأعلى كعباً في التسعينيات وحتى مطلع الألفية الجديدة حيث حقّق آخر فوزٍ له على جاره (1-0) في عام 2002.