التلوّث في مياه اليمونة يهدد سكان قرى غرب بعلبك
وضعت 90 عائلة سورية رحالها عند ضفاف سد اليمونة، بالقرب من النفق الذي ينقل المياه إلى سائر قرى غرب بعلبك، بدءاً من شليفا وبتدعي ودير الأحمر، مروراً ببوداي والسعيدة وكفردان، وصولاً حتى حدث بعلبك وطاريا وشمسطار. انتشرت خيم اللاجئين على كامل الجهة الشمالية للبركة، من دون توفّر مراحيض وتمديدات صرف صحي من قبل الجهات التي تقوم بمساعدة اللاجئين السوريين، ما استدعى من أهالي بلدة اليمونة وقرى غرب بعلبك رفع الصوت الى مفوضية الأمم المتحدة والصليب الأحمر ومحافظ بعلبك ـ الهرمل بشير خضر، من أجل إيجاد الحل المناسب والسريع لرفع الضرر الصحي والبيئي عن مياه اليمونة، التي تشكل المصدر الرئيسي لمياه الشفة والري لسائر قرى غرب بعلبك.
يؤكد رئيس بلدية شمسطار ـ غرب بعلبك سهيل الحاج حسن لـ"الأخبار" أن ينابيع اليمونة تشكل المصدر العذب الوحيد لمياه الشفة في قرى غرب بعلبك، وأن تلوث البركة يمثل "تهديداً وخطراً حقيقياً" يطال المنطقة بأكملها. يشرح الحاج حسن أن قرى غرب بعلبك عاشت مخاطر تلوث مياه بركة اليمونة جراء الصرف الصحي عام 2012 بعد تسرب مياه الصرف من شبكة البلدة نتيجة عدم تشغيل محطة التكرير ما تسبب بإصابة عشرات العائلات بمرض "الصفيري". لا يتوانى الحاج حسن عن الطلب إلى الوزارات المعنية ومحافظ بعلبك ـ الهرمل "إيلاء مشكلة تسرب الصرف الصحي من خيم اللاجئين السوريين الاهتمام الكافي منعاً من تفاقم التلوث وإيجاد الحلول المناسبة".
ونظراً لعدم وجود مجلس بلدي في اليمونة منذ تشرين الثاني 2013 تولى المختاران مزهر شريف وجمال شريف شؤونها بإشراف المحافظ. يحرص المختار مزهر شريف على تأكيد على استمرار احتضان أبناء اليمونة للاجئين السوريين الموجودين في البلدة منذ بدء الأزمة السورية، لكنه يشدد على ضرورة التحرك من أجل معالجة مشكلة الصرف الصحي لأكثر من 90 عائلة يُتوقع أن يرتفع عددها صيفاً الى 1200 شخص ينتشرون بشكل ملاصق لسد اليمونة والنفق الذي ينقل المياه إلى قرى المنطقة.
اعلن المختار عن كتاب خطي وجهه وزميله جمال شريف إلى محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر يشرحان فيه المشكلة، فضلاً عن شكوى من مؤسسة مياه البقاع. يؤكد شريف أن المحافظ وافق على "نقل الخيم إلى قطعة أرض تبعد قليلاً عن السد مع ضرورة تنفيذ تمديدات للصرف الصحي، في حين وافق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني على تجهيز مكان لخيم اللاجئين السوريين بعيداً عن السد، لكن التأخير في العثور على قطعة أرض مناسبة حال دون الشروع في التنفيذ". ويقول انه تواصل مع إدارة الكوارث في الصليب الأحمر اللبناني التي ستتجه الى البلدة خلال أيام لاستطلاع عقار بالقرب من محطة تكرير الصرف الصحي في الجهة الشرقية للبلدة.
بدوره، يؤكد رئيس جمعية حماية الطبيعة حكمت شريف "ضرورة تضافر جهود مفوضية الأمم المتحدة والوزارات المعنية من أجل معالجة مشكلة الصرف الصحي للاجئين، وتوفير مكان لهم مع التمديدات اللازمة، درءاً للأضرار الصحية والبيئية التي تتسبب بها مياه الصرف الصحي، خصوصاً مع قرب انطلاق الموسم السياحي في اليمونة".
كذلك كشفت مصادر في مؤسسة مياه البقاع عن شكوى تقدمت بها المؤسسة إلى المراجع المعنية تطالب فيها برفع الضرر عن مياه اليمونة وإبعاد خيم اللاجئين السوريين، وتوفير ما يلزم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للتخلص من الضرر الحاصل ومخاطره على السلامة العامة.