أبناء حولا يواجهون العدوّ باللحم الحيّ... وحدهم

(الأخبار)
(الأخبار)

صباح أمس، تمكّن عدد من أبناء بلدة حولا من دخول بلدتهم. تجاوزوا الساتر الترابي الذي وضعه جنود العدو في الجهة الغربية من البلدة، بعدما قطعوا النقطة التي يتمركز فيها عدد قليل جداً من جنود الجيش اللبناني قبل الساتر الترابي بأمتار. المشهد عند نقطة تمركز الجيش لا يشي بأي نية للدخول، رغم إعلان رئيس بلدية حولا أول أمس تبلّغه بأن الجيش سيدخل البلدة بعد التنسيق مع «اليونيفل».

بعد ساعات، التحق المئات من أبناء البلدة بمن سبقهم، عبر طريق وادي السلوقي، وتقدّموا إلى النقاط الأمامية القريبة من الحدود حيث فوجئوا بعدد من جنود العدوّ الذين تقدّموا من جهتين لتطويق الأهالي، قبل بدء إطلاق النار باتجاههم، ما أدى إلى استشهاد الطفلة خديجة حسين عطوي التي حاصرها جنود العدوّ مع ثلاثة من أفراد عائلتها قرب أحد منازل البلدة، إضافة إلى سقوط عدد من الجرحى، ما أدّى إلى تراجع الأهالي إلى خلف الساتر الترابي مجدّداً. كذلك عدم إزالة الجيش للساتر الترابي أخّر دخول سيارات الإسعاف حتى ساعات المساء لإجلاء المصابين.

كما أن ما حصل يظهر أن «الأهالي تقدّموا دون أي رادع من جنود الجيش، حتى إن جنود الجيش لم يحركوا ساكناً عند سماع أصوات الرصاص رغم علمهم بوجود إصابات بين الأهالي» يقول أحد أبناء البلدة ويبين أن «دخول الأهالي أولاً، كان يمكن أن يؤدي إلى جرف الساتر الترابي وتقدّم الجيش اللبناني إلى وسط البلدة، لكن ذلك أيضاً لم يحصل إلا بعد السابعة مساء». فبقاء الساتر الترابي الذي كان يفترض أن يزيله الجيش وطول المسافة ووعورة الطريق التي حفرتها جرافات العدو أخّرت دخول سيارات الإسعاف ونقل المصابين لساعات طويلة.

وقال ابن البلدة حسن قطيش إن «جنود العدوّ تقدّموا نحو الأهالي بواسطة سيارة فان بيضاء، فاعتقد الأهالي بأن السيارة تخص أحداً من أبناء البلدة، قبل أن يفاجئهم الجنود الذين حاصروا عدداً من الشبان وأسروا أربعة منهم». وأشار إلى أن «انتشار عدد قليل من عناصر الجيش مع دبابة صغيرة وعدم دخولهم مع الأهالي لا يوحيان بالمساندة»، لافتاً إلى أن «دخول الأهالي إلى الجهة الغربية من البلدة الشهر الماضي وإقامتهم في المنازل المتبقية فيها منعا العدوّ من تهديم المنازل في هذه المنطقة، ما يعني أن على الجيش أن يستغل أي تقدّم للأهالي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية».

الأكثر قراءة

محتوى موقع «الأخبار» متوفر تحت رخصة المشاع الإبداعي 4.0©2025

.يتوجب نسب المقال إلى «الأخبار» - يحظر استخدام العمل لأغراض تجارية - يُحظر أي تعديل في النص، ما لم يرد تصريح غير ذلك

صفحات التواصل الاجتماعي