العنصرية والتعنيف يطاردان «أشغال شقة جداً»
القاهرة | حالما ظهرت النجمة السودانية إسلام مبارك في مسلسل «أشغال شقة جداً» (تأليف شيرين دياب ـ إخراج خالد دياب ــ «إم. بي. سي. مصر» ــــــ 9 مساء) في دور مساعدة منزل يسكنه البطلان هشام ماجد/ حمدي، وزوجته أسماء جلال/ ياسمين، حتى انقسم الجمهور حول تعرّض الممثلة السودانية للتنمر في المشاهد التي جمعتها بفريق عمل المسلسل.
وقد ظهرت إسلام مبارك في دور مدبّرة منزل ذات قدرات جسدية كبيرة تمكّنها من تنظيف المنزل بكل سهولة وسرعة، حتى إنّ الأشياء تسقط بين يديها نظراً إلى قوتها.
ورغم أنه لم تكن هناك أي سخرية مباشرة من مبارك، سواء من بنيانها الجسدي الضخم أو لون بشرتها كما كانت عليه العادة تجاه كل من يحمل بشرة سمراء في الأفلام والمسلسلات، إلا أنّه في محاولة لجذب الأنظار إليه سريعاً، أتى بها المسلسل وصوّرها كأنها شخص من عالم همجي قادرة على الأكل والشرب بشراهة غير منطقية.
بل إنّها كادت أن تنهي مائدة زفاف بالكامل ضمن الأحداث. أمر جعل كثيرين يعتبرون ذلك «عنصريةً» من قبل فريق عمل المسلسل الكوميدي الذي ظهرت إسلام مبارك في حلقتين منه كضيفة شرف.
علماً أنّ إسلام مبارك كانت بطلة الفيلم السوداني «ستموت في العشرين» (سيناريو وإخراج أمجد أبوالعلا ـــ 2019) الذي فاز بجوائز عدة منها جائزة «النجمة الذهبية» في «مهرجان الجونة السينمائي» في مصر بدورته الثالثة. كما كانت ضمن فريق عمل فيلم «ضي» (تأليف هيثم دبور ـــ إخراج كريم الشناوي ـــ 2024).
يعدّ واحداً من أهم المسلسلات الكوميدية هذا العام
ويبدو أن الجمهور المصري سيعتاد ظهورها بعدما أصبحت شركة مصرية هي المسؤولة عن التسويق لها. لكن على الصنّاع أيضاً أن ينتبهوا إلى أنّ الجمهور باتت لديه حساسية أكبر لناحية أي كلام قد يفسّر على أنه تنمّر على أصحاب البشرة السمراء أو على السودانيين الذين أصبحوا جاليةً كبيرة في مصر تقدّر بالملايين.
ما حدث مع الممثلة إسلام مبارك، لم يكن هو ما حدث مع الأطفال المشاركين في المسلسل نفسه كأبناء لبطليه. فقد تعرض الأطفال الصغار لعنف غير مبرر لفظياً وجسدياً، دوّنته الناشطة في مجال الأطفال مروة رخا عبر صفحتها الرسمية على فايسبوك، وأرفقته بمقاطع فيديو من المسلسل. وقالت إنّ الأطفال في المسلسل تعرضوا لإساءة لفظية ونفسية، وقد ظهر هشام ماجد وأسماء جلال وهما يصرخان في أطفالهما، كما أمسك هشام ماجد بأذن أحد أطفاله طالباً منه عدم الدخول إلى مكتبه.
ولم يكن هناك أي تنويه على الشاشة مثلاً بأن آباء وأمهات هؤلاء الأطفال وافقوا على أن يظهر أبناؤهم بهذا الشكل، ولا بأنّ الحلقات تحتوي على عنف، وخصوصاً أنّه تمت الإشارة في المسلسل إلى أنّه مناسب للجمهور العام. وبدلاً من ظهور الأطفال بهذا الشكل المباشر، كان يمكن الحديث عنهم من خلال الأب والأم (هشام وأسماء) عن أفعالهم من دون أن يظهرا بالطريقة التي ظهرا فيها، وجعلت بعض المشاهدين يشعرون بأن الأبناء أصغر كثيراً من أن يتعرضوا للإساءة.
ما نشرته الناشطة عن «أشغال شقة جداً» عكس تماماً ما قالته، مصحوباً بفيديوهات أيضاً من مسلسل «كامل العدد++» (تأليف رنا أبو الريش ويسر طاهر ـــ إخراج خالد الحلفاوي ـــ قناة «أون. تي. في» ـــ 6 مساء)، إذ رأت مروة رخا أنّه يتم تقبيل الأطفال كثيراً في المسلسل، وهم ينعمون بكمّ هائل من الحب والعواطف، داعية المشاهدين إلى فعل ذلك مع أبنائهم.
رغم ما سبق، يعدّ «أشغال شقة جداً» واحداً من أهم المسلسلات الكوميدية هذا العام، وهو الجزء الثاني من المسلسل الذي حمل اسم «أشغال شقة» العام الماضي. وقد حقق الجزء الثاني نجاحاً سريعاً، خصوصاً مع بداية عرضه قبل يوم من شهر رمضان، ما جعله يسبق المسلسلات الأخرى التي تنافسه في الكوميديا.
* «أشغال شقة جداً»: يومياً 21:00 مساءً بتوقيت بيروت على «mbc مصر»