الأخبار

الثلاثاء 11 آذار 2025

شارك المقال

الشمال الشرقي متعاطف مع الساحل: حذارِ انفلاش التنكيل

عناصر من "قسد" في القامشلي (ا ف ب)
عناصر من "قسد" في القامشلي (ا ف ب)



شهدت مناطق سيطرة "قسد" شمال شرقي سوريا، تحرّكات شعبية وأخرى من جانب جهات تابعة لـ"الإدارة الذاتية"، للتنديد بالمجازر التي يشهدها الساحل السوري، وللتشديد على ضرورة ضمان عدم تكرارها في مناطق أخرى، من خلال محاسبة المسؤولين عنها. وفي الموازاة، دان ممثّلون عن كل من الخارجيتَين الأميركية والألمانية في مناطق "قسد"، تلك الجرائم أيضاً.

وشهدت محافظتا الحسكة والرقة، تجمّعات شعبية في ساحتَي المدينتَين الرئيسيتَين للتنديد بالمجازر التي ارتُكبت بحقّ المدنيين في مدن الساحل وبلداته، والتشديد على أهمية التماسك الاجتماعي، ونبْذ كل أعمال العنف والتحريض التي تشهدها البلاد. وقال محمد، وهو مدرّس، في تصريح إلى "الأخبار"، إن "الطائفيين والساعين إلى نشر الفكر الطائفي، منبوذون اجتماعياً، ومخطّطاتهم ستسقط حتماً"، محذّراً من "الانجرار وراء الفتنة التي يدفع ثمنها عشرات الضحايا من أهلنا في الساحل السوري العزيز". أمّا المحامية مروة، فرأت أن "حماية السوريين تقع على عاتق السلطة التي تواجه اليوم اختباراً حقيقياً، لجهة حماية السوريين بمختلف انتماءاتهم"، مطالبة "بتحقيق شفّاف وعادل يكشف عن الأيدي التي تلوّثت بدماء السوريين في الساحل".

وفي ظلّ موجة التعاطف الشعبي الكبير مع أهالي الساحل، وإبداء أهالي مناطق شمال شرق البلاد، استعدادهم لفتح منازلهم أمام كلّ الفارّين من أعمال القتل الممنهجة إلى حين اتّضاح الصورة، أكّدت مصادر مطّلعة، لـ"الأخبار"، أنه "لم يجر تسجيل حالات نزوح فردية أو جماعية في اتجاه مناطق سيطرة قسد"، مؤكدة أن "المطلوب الآن هو عدم تكرار أخطاء الماضي، ودعم استقرار كل المناطق من خلال تعزيز الأمن فيها، والتعامل بحزم مع الانتهاكات".

واصلت الجهات التي تعمل في "الإدارة الذاتية" إدانتها لمجازر الساحل

وفي هذا الوقت، واصلت الجهات التابعة لـ"قسد" إدانتها لمجازر الساحل، ومن ذلك دعوة "الإدارة الذاتية في الطبقة"، في بيان، إلى "عدم المساس بأمن المواطنين في الساحل ووقف القتل والتنكيل والمجازر ومحاسبة مرتكبيها"، وتشديدها على "وحدة الأراضي السورية بتنوعها الديني والثقافي والقومي، ووقف شلال الدم السوري، وعدم محاسبة الأبرياء تحت مسمى الطائفة والدين". وطالب البيان "الإدارة السورية الجديدة، بمحاسبة الجناة في محاكم عادلة وشفافة؛ والمجتمع الدولي، بمراقبة دقيقة للوضع السوري وحماية الشعوب الطامحة لبناء سوريا موحّدة ديمقراطية لا مركزية".

بدوره، ندّد "مؤتمر الإسلام الديمقراطي"، في بيان، بما "تشهده مناطق الساحل من عمليات قتلٍ عشوائي ومجازر بحقّ الأبرياء من أطفال وشيوخ ونساء ورجال من دون تمييز، ليس لذنب سوى دافع الانتقام من الطائفة التي كان ينتمي إليها رأس النظام البعثي البائد"، مؤكداً أن "هذه الاعتداءات الوحشية تمثّل انتهاكاً صارخاً للقيم الدينية والأخلاقية والمواثيق الدولية، وتعكس نزعة إجرامية تهدّد وحدة النسيج الوطني السوري واستقرار المنطقة بأسرها". أما دائرة الإعلام في "الإدارة الذاتية"، فشدّدت على أهمية دور الإعلام في نقل الحقيقة، محذّرةً من محاولات تشويه الواقع في نقل الأحداث. كما أعلنت أنها "ستّتخذ موقفاً حازماً تجاه الإعلاميين ووسائل الإعلام التي تنتهج سياسات التحريض والتفرقة، وتسهم في إشعال نار الفتنة والطائفية".

وتوعّدت بـ"محاسبة الإعلاميين ووسائل الإعلام الذين يتبعون هذه السياسات، والذين ستُتخذ بحقّهم قرارات حاسمة وفق قانون الإعلام في مناطق شمال شرق سوريا، لأن سوريا اليوم في أمسّ الحاجة إلى أن نكون جميعاً يداً واحدة لبناء وطن موحّد وديمقراطي".
إلى ذلك، نقلت وسائل إعلام كردية عن المبعوثَين إلى مناطق شمال شرق سوريا، الأميركي سكوت بولز، والألماني توبياس تونكل، إدانتهما لجرائم الساحل السوري، وتشديدهما على التمسّك بالحوار كسبيل للوصول إلى الاستقرار الدائم في البلاد.

الأكثر قراءة

محتوى موقع «الأخبار» متوفر تحت رخصة المشاع الإبداعي 4.0©2025

.يتوجب نسب المقال إلى «الأخبار» - يحظر استخدام العمل لأغراض تجارية - يُحظر أي تعديل في النص، ما لم يرد تصريح غير ذلك

صفحات التواصل الاجتماعي