وفيما علمت «الأخبار» أن العملية جرت قبل حوالى أسبوع على الإعلان، أعلنت القوات المسلحة اليمنية، في بيان أمس، أنها نفذت هجوماً في منطقة المخا (محافظة تعز) بـ9 صواريخ بالستية وأكثر من 20 طائرة مسيّرة. وأفاد البيان بأن العملية استهدفت «معسكرات الغزاة والعملاء»، وتسببت بسقوط «أكثر من 350 ما بين قتيل ومصاب منهم جنسيات سعودية وإماراتية وسودانية، إضافة إلى تدمير 5 مخازن أسلحة وعدد من الآليات والمدرعات في المعسكرات»، وكذلك استهدفت بطاريات «باتريوت» وعطلّت عدداً من الرادارات. البيان أطلق على العملية، التي يبدو أنها أتت بعد جهد أمني نوعي، تسمية «وإن عدتم عدنا»، واضعاً إياها في إطار الردّ على الانتهاكات التي يقوم بها «التحالف» ومرتزقته عبر تنفيذ أكثر من 67 غارة وسقوط عدد من القتلى والجرحى المدنيين ومواصلة إطباق الحصار البحري. وبهذا، يشير البيان بوضوح إلى رفض جعل الحصار أمراً واقعاً، ووضع ثمن لنشاط «التحالف» في الساحل رغم اتفاق السويد في شأن الحديدة.
نُفّذ الهجوم بـ9 صواريخ باليستية وأكثر من 20 طائرة مسيّرة
في غضون ذلك، شنّ «التحالف»، عقب الهجوم، غارات في الحديدة في انتهاك للاتفاق. إذ نفذ طيرانه 13 غارة جوية على جزيرة كمران ورأس عيسى في مديرية الصليف التابعة لمحافظة الحديدة، بالقرب من المناء النفطي الذي يدخل ضمن إطار اتفاق السويد. وقال المتحدث باسم «التحالف»، العقيد تركي المالكي، لـ«رويترز»، إن «هذه أهداف عسكرية مشروعة تعكس التهديد الوشيك لميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران».
سياسياً، لا يبدو أن التطورات الأمنية تحول دون استمرار المفاوضات التي توسعت من وساطة عمانية وأردنية إلى قنوات اتصال مباشرة بين الجانبين اليمني والسعودي، بقدر ما تعزّز الاشتباكات أوراق الطرفين، اللذين يصدمان بعقدة فكّ الحصار البحري والجوي والبري. وفي مؤشر إضافي إلى عدم انتهاء فرص المفاوضات، أعرب وزير الخارجية العماني، يوسف بن علوي، أمس، في تصريحات إعلامية، عن اعتقاده بأن «هناك رغبة أكيدة عند الأشقاء في السعودية، وأعتقد على قدر مماثل لدى الزعامة الحوثية، بأن الذهاب إلى الأمن والسلم والاستقرار هو مبدأهم، وأعتقد أنهم سيتعاونون تعاوناً إيجابياً»، لافتاً إلى أن الحوار يتطور بين الطرفين.