حذّر باحثون، اليوم، من سيناريو عودة تفشي وباء الكوليرا في اليمن، والذي يمكن أن يصيب ملايين الأشخاص مع اقتراب موسم الأمطار، نتيجة تدهور مستوى الرعاية الصحية بصورة كبيرة جرّاء تبعات عدوان الائتلاف الذي تقوده السعودية.ودعا فريق دولي من الباحثين إلى حملة للحفاظ على الصحة العامة، خصوصاً خلال شهر رمضان، الذي يبدأ منتصف أيار/ مايو الجاري، بعدما أشارت نتائج دراسة أجريت إلى أن بعض العادات المرتبطة بالشهر المقدس ربما تكون ساعدت في تفشي المرض العام الماضي.
وفي سياق تقرير مفصّل نشرته مجلة «ذي لانسيت غلوبال هيلث» الطبية، دعا فريق البحث السلطات الصحية المحلية إلى تعزيز التدابير «على الفور» من أجل تخفيف الأخطار، عبر اعتماد سلسلة من الإجراءات، تشمل التلقيح وتوزيع المعدات اللازمة لتطهير المياه وإصلاح البنية التحتية للصرف الصحي. ووجه الفريق، كذلك، دعوة إلى «المسؤولين المحليين والمانحين والشركاء الدوليين للعمل على التخفيف من خطر حدوث موجة جديدة من وباء الكوليرا في اليمن».
واستناداً إلى بيانات حالات تفشي سابقة للوباء، يعتقد الفريق أن 54 في المئة من المناطق في اليمن يمكن أن تتأثر بتفشي الوباء في عام 2018، ما قد يُعرض «أكثر من 13,8 مليون» يمني للخطر.
سيناريو عودة انتشار الوباء يأتي بعد عام من تحذير مشابه وجهته «يونيسيف» (أ ف ب )

سيناريو عودة انتشار الوباء يأتي بعد عام من تحذير مشابه وجّهته منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» حول سرعة انتشار الكوليرا «بصورة غير مسبوقة» في اليمن. وفي الثاني من حزيران/ يونيو 2017، أعلنت المنظمة عن ظهور «ما يقرب من 70 ألف حالة إصابة بالكوليرا، ووفاة نحو 600 شخص» في غضون شهر واحد فقط.
ومنذ بداية العدوان السعودي في آذار/ مارس 2015، استشهد أكثر من 10 آلاف يمني وأصيب 53 ألفاً بجروح، الأمر الذي تسبّب بأسوأ أزمة إنسانية حالياً في العالم، وفق تصنيف الأمم المتحدة، مع تأكيد وجود 22,2 مليون شخص في حاجة إلى مساعدات إنسانية ونحو 8,4 مليون شخص على شفير المجاعة، فيما يعاني نحو مليون يمني من الكوليرا.


داء «الدفتيريا»
في الثالث من نيسان/ أبريل الماضي، أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها رصدت 84 حالة وفاة بمرض الدفتيريا في اليمن، منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2017. وتزامن انتشار هذا المرض في اليمن مع تفشي وباء الكوليرا، منذ أواخر نيسان/ أبريل 2017. وتصنف منظمة الصحة العالمية اليمن حالياً كواحد من أشد حالات الإغاثة العاجلة، إلى جانب سوريا وجنوب السودان ونيجيريا والعراق.