ومع سيطرة القوات الموالية للرئيس المستقيل، عبد ربه منصور هادي، على مدينة حيس جنوبي محافظة الحديدة، ينفتح المشهد الميداني على احتمالات عدة، يُحتمل أن تكون من بينها مبادرة الجيش واللجان إلى تنفيذ عمليات في البحر الأحمر، تنفيذاً لتهديدات سابقة أطلقها رئيس «المجلس السياسي الأعلى»، صالح الصماد.
وأفادت مصادر ميدانية، أمس، بأن القوات الموالية لتحالف العدوان سيطرت على مدينة حيس، مركز مديرية حيس، بعد انسحاب مقاتلي «أنصار الله» منها إلى قرى واقعة شمالها. وبذلك تكون قوات الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي قد أصبحت على مقربة من مديرية الجراحي، ثالثة مديريات محافظة الحديدة، بعد سيطرتها، منتصف كانون الأول/ ديسمبر الماضي، على مديرية الخوخة الواقعة غرب حيس. وجاء سقوط حيس بعد معارك عنيفة استمرت قرابة عشر ساعات، بتغطية من طائرات «التحالف» والبوارج البحرية التابعة له، والتي كثفت قصفها لمواقع «أنصار الله» المحيطة بالمدينة منذ ليل الأحد ــ الإثنين. كذلك تأتي سيطرة قوات هادي على المدينة بعد حوالى أسبوعين من محاولاتها اقتحامها من الغرب والجنوب والشرق، وسيطرتها على عدة قرى في المحيط.
استهداف قاعدة
فيصل العسكرية بصاروخ
باليستي
وعلى الرغم من خروج حيس من سيطرة الجيش واللجان، إلا أن ذلك لم يحدث إلا بعدما تكبّدت القوات الموالية لهادي خسائر بشرية، وفقاً لما ذكرته مصادر من داخل المديرية، إذ تحدثت عن مقتل عدد من القيادات الموالية لـ«التحالف» خلال المواجهات، موضحة أن من بين هؤلاء قيادياً موالياً للإمارات يُدعى عبد السلام اليافعي، وآخر موالياً لحزب «الإصلاح» يدعى صادق غنيم، في حين أفادت بعض المعلومات بإصابة قائد «اللواء أول ــ عمالقة»، السلفي الموالي للسعودية، رائد الحبهي، أثناء المعارك. وينبئ وقوع تلك الخسائر بأن احتفاظ قوات هادي بـ«إنجازها» لن يكون يسيراً، خصوصاً إذا ما شنّت «أنصار الله» هجوماً مضاداً، باتت سيناريواته معروفة من خلال تجارب سابقة انتهت إلى محاصرة القوات المهاجِمة، وإرجاعها من حيث أتت. يُضاف إلى ذلك أن مخاطرة تحالف العدوان بتصعيد من هذا النوع على الساحل الغربي تفتح الباب على سلوك تهديدات سلطات صنعاء باستهداف بوارج العدوان، وتعطيل حركة الملاحة الدولية، طريقها إلى التنفيذ.
وتأتي هذه التطورات عقب أيام من إطلاق القيادة العسكرية والسلطة المحلية الموالية لـ«التحالف» ما سُمّي «عملية واسعة لتحرير تعز»، بهدف تحقيق تقدم باتجاه الجبهتين الشمالية والغربية من المحافظة. إلا أن مصادر محلية في المحافظة نفت أن تكون المعارك التي اندلعت قبل قرابة أسبوع قد حققت أي تقدم من هذا النوع، إذ إنها اقتصرت على استعادة السيطرة على أجزاء من مديرية الصلو. ولفتت المصادر إلى أن طائرات «التحالف» شنّت خلال تلك الفترة قرابة 200 غارة جوية على تعز. ويعزو محللون هذا التعثر إلى عدة أسباب، من بينها تقاعس الألوية والميليشيات الموالية لحزب «الإصلاح» عن الاشتراك في العمليات التي تقودها التشكيلات الموالية للإمارات.
وترافق تصعيد القوات الموالية لتحالف العدوان عملياتها في محافظة تعز مع تصعيد مماثل شمالاً، حيث تتطلع قيادة «التحالف» إلى عزل محافظة صعدة عن محيطها نهائياً، أملاً في إنجاز يعوّض العجز عن دخول صنعاء. ووفقاً للمعلومات الواردة من هناك، فقد كثفت مقاتلات العدوان، خلال الأيام الماضية، غاراتها على صعدة ومحيطها، مستهدفة قرابة 15 جسراً وطريقاً عاماً تربط المحافظة بعمران وحجة، أو تربط مناطق صعدة بعضها ببعض، وكذلك شبكات الاتصالات التابعة لشركة «يمن موبايل». وصاحب تلك الغارات فتح جبهة جديدة غربي صعدة، واشتداد المعارك في شرقيها وشمال شرقيها، ما أنبأ بأن قوات «الشرعية» تدشّن فصلاً جديداً من فصول استهدافها المحافظة الواقعة أقصى شمالي اليمن، ترجو من خلاله تحقيق ما لم تستطع بلوغه منذ أشهر.
وفي موازاة تلك الاستعدادات، تكثّف القوة الصاروخية في الجيش واللجان عملياتها «الباليستية» في الداخل وعلى الحدود، محاوِلة إيصال رسالة ردعية إلى قيادة تحالف العدوان. وتجلت آخر تلك العمليات يوم أمس في إطلاق صاروخ باليستي قصير المدى على قاعدة الملك فيصل العسكرية في خميس مشيط في منطقة عسير. ووفقاً لما ذكرته وكالة «سبأ» التابعة لـ«أنصار الله»، فقد «أصاب الصاروخ هدفه مخلفاً خسائر في القاعدة». في غضون ذلك، أطلقت القوة الصاروخية صاروخاً باليستياً آخر من نوع «قاهر تو إم» على تجمعات القوات الموالية لـ«التحالف» في الساحل الغربي.
(الأخبار)