وصل الملك السعودي سلمان إلى أنقرة أمس، حيث من المقرر أن يعقد محادثاتٍ ثنائية، تتطرق إلى سوريا و«مكافحة تنظيم داعش»، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قبل مشاركته في قمة «منظمة التعاون الإسلامي» في اسطنبول، المستمرة حتى 15 نيسان. وتأتي هذه الزيارة بعدما شهدت العلاقات التركية السعودية تقارباً في الأشهر الأخيرة، خصوصاً في ملف الأزمة السورية.
ويشير تقرير في صحيفة «دايلي صباح» التركية إلى أن تركيا توطد علاقتها بالسعودية في إطار بحثها عن حليفٍ في المنطقة، وذلك بعدما توترت علاقتها بواشنطن على خلفية الموقف الأميركي من «وحدات حماية الشعب الكردية» في سوريا، وفق الصحيفة. ويرى التقرير أنه «بعد خلاف أنقرة مع واشنطن على خلفية دعم الأميركيين لحزب الاتحاد الديموقراطي، فرع حزب العمال الكردستاني في سوريا، تحاول أنقرة أن تخلق فضاءً لها في المنطقة عبر تقوية واستعادة العلاقات مع بعض الدول بعد مدّة من الجمود». وبناءً على ذلك، يرى التقرير أنّ «أنقرة تبحث عن بديلٍ في المنطقة، ولذلك تعزز علاقتها مع السعودية وإسرائيل»، خصوصاً أن «واشنطن لا تأخذ بعين الاعتبار مخاوف أنقرة».
وتضيف «دايلي صباح» نقلاً عن مدير «مركز الدراسات الاستراتيجية للشرق الأوسط»، شابان كارداش، أنّ «السعودية وإسرائيل أيضاً تسعيان للحصول على بدائل في المنطقة. السعودية تتخذ الطريق عينه مثل تركيا، وتراجعت عن محاصرة الإخوان المسلمين، وتسير نحو تحسين العلاقات مع تركيا».
توطّد تركيا علاقتها بالسعودية في إطار بحثها عن حليف في المنطقة

ومنذ شهر شباط، تتمركز أربع مقاتلات «أف 15» سعودية في قاعدة إنجرليك جنوبي تركيا، بزعم المشاركة في غارات جوية تستهدف مواقع تنظيم «داعش» في سوريا والعراق.
وفي بادرة استثنائية، توجه أردوغان إلى مطار أنقرة لاستقبال سلمان الذي جاء مع وفد من 300 شخص. وسيقيم الوفد في أحد قصور العاصمة التركية، بعدما «خصّص» لهذه المناسبة، وفق الإعلام المحلي. وأقيم زجاج مصفح في جناح سلمان الذي بلغت مساحته 450 متراً مربعاً، وفق الإعلام التركي الذي أشار أيضاً إلى حجز حوالى 500 سيارة فخمة لتنقله في أنقرة واسطنبول.
وكانت قمة «منظمة التعاون الإسلامي» قد افتتحت في اسطنبول، أول من أمس، وسط حماية أمنية مشددة. وبدأ الاجتماع السنوي، الذي يعقد للمرة الثالثة عشرة، بلقاء كبار المسؤولين لاعتماد جدول الأعمال، تليه اجتماعات لوزراء الخارجية اليوم وغداً، ثمّ يلتقي 30 رئيس دولة وحكومة في قمّة يومي الخميس والجمعة، برئاسة أردوغان.
وهذه ليست أوّل زيارة لسلمان إلى تركيا، إذ شارك في قمة «مجموعة العشرين» التي عقدت في مدينة أنطاليا التركية في تشرين الأول. كذلك، توجه الرئيس التركي إلى الرياض في شهر كانون الأول، في زيارة اتفق خلالها مع سلمان على تشكيل «لجنة تعاون استراتيجية» لتعزيز التعاون العسكري والاقتصادي بين البلدين.
في غضون ذلك، بحث وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، مع نظيره السعودي عادل الجبير، في العاصمة أنقرة، التطورات الراهنة في المنطقة. والتقى جاويش أوغلو والجبير في قاعة الشرف في مطار أنقرة قبيل استقبال الملك سلمان. وبحث الوزيران خلال اللقاء التطورات في المنطقة، وعلى رأسها الأزمة السورية، إلى جانب التحضيرات المتعلقة بقمة «منظمة التعاون الإسلامي».
في سياق منفصل، أكد ملك الأردن عبد الله الثاني، وولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أمس، رفضهما لـ«سياسة التدخل التي تنتهجها إيران في المنطقة»، والتي «تشعل الفتن الطائفية وتنمّي الإرهاب»، وفق بيان مشترك نشره الديوان الملكي الأردني. وقال البيان إن عبدالله الثاني عقد أمس اجتماعاً في مدينة العقبة مع محمد بن سلمان، عبّر الجانبان خلاله «عن أهمية تعزيز التشاور السياسي تجاه القضايا والأزمات الإقليمية»، وشددا على «أهمية الأخذ بخيار الحل السياسي لها». كذلك، أكد عبدالله وبن سلمان «أهمية السعي لتعزيز التعاون القائم في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب والتطرف»، وجددا «إدانتهما للأعمال الإرهابية التي تعرضت لها العديد من الدول». ووفق البيان المشترك، فقد اتفق الجانبان على «تطوير التعاون العسكري القائم بين البلدين بما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة»، إضافة إلى «تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والتنقيب عن اليورانيوم، وإنتاج الطاقة الكهربائية باستخدام الطاقة النووية».

(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)