رفضت حركة «طالبان» الأفغانية، إجراء محادثات سلام مباشرة مع الحكومة الأفغانية، موجهةً بذلك ضربة للجهود الدولية الهادفة إلى إحياء عملية التفاوض، وإنهاء حالة الفوضى المستمرة منذ 14 سنة.وكرّرت الحركة شروطها المسبقة لاستئناف الحوار، من رحيل القوات الأجنبية من أفغانستان، في وقتٍ كان فيه من المتوقع أن تنطلق محادثات ثنائية في العاصمة الباكستانية، إسلام آباد، الأسبوع الماضي.
ويأتي موقف «طالبان»، الصادر أول من أمس، بعد تقدم عسكري حققته الحركة، وبعدما أنهى الحلف «الأطلسي»، رسمياً، عملياته القتالية في البلاد منذ أكثر من سنة (كانون الأول 2014). وقالت طالبان، في بيان، «نكرّر موقفنا مرة أخرى أنه طالما لم ينته الاحتلال الأجنبي، ولم يتم سحب اسم طالبان من القوائم السوداء العالمية، ولم يتم إطلاق سراح أسرانا... فإن هذه المفاوضات غير المجدية والمزيفة لن تؤدي إلى أيّ نتيجة».
ونفت الحركة «الشائعات» التي تفيد بأن «موفدين من الإمارة الإسلامية سيشاركون في الاجتماعات المقبلة بإذن من الملا أختر منصور»، خليفة الملا عمر في قيادة الحركة. وأضاف البيان أن الملا منصور «لم يأذن لأحد بالمشاركة في هذه الاجتماعات، كما أن مجلس قيادة الإمارة الإسلامية لم يقرر، أيضاً، المشاركة فيها».
كذلك، اتهمت الحركة الولايات المتحدة باعتماد سياسة الكيل بمكيالين، قائلة إنها «عززت عدد قواتها وزادت ضرباتها الجوية ومداهماتها الليلية ضد المتمردين، تزامناً مع جهودها لإحياء المحادثات».
وكانت «طالبان» قد صعّدت هجماتها على الحكومة الأفغانية والأهداف الأجنبية في أفغانستان. ومُنيت القوى الأمنية الأفغانية بخسائر بشرية قياسية، منذ أن أنهى الحلف «الأطلسي» مهمته القتالية، وأوكل إليها المهمات الأمنية في البلاد.
واحتلت «طالبان» لمدة وجيزة، في الأشهر الماضية، مدينة قندوز، شمال البلاد، ثم سيطرت على أراضٍ في ولاية هلمند، جنوب البلاد، حيث تنتشر زراعة الأفيون، في وقت يرى فيه مراقبون أن «تكثيف المتمردين عملياتهم يلقي الضوء على محاولتهم السيطرة على مزيد من الأراضي للحصول على تنازلات أكبر إذا بدأت المفاوضات».
في موازاة ذلك، تنسحب القوات الأفغانية من مناطق مضطربة، جنوب البلاد، من دون قتال، وهو ما يفسح المجال لمسلحي «طالبان» بالسيطرة عليها في إطار عملية «تراجع استراتيجي»، غير مسبوقة، بسبب ارتفاع عدد قتلى الجنود، إلى مستوى قياسي، وفرار العديد منهم في بعض مناطق ولاية أوروزغان، وسط البلاد.
وتسيطر «طالبان» على 10 إلى 14 منطقة، على الأقل، في أكبر مراكز زراعة الخشخاش، الذي يستخرج منه الأفيون بهدف تمويل الحركة.
(أ ف ب)