الحاملة التي رست في ميناء إزمير، انتهت للتوّ من المشاركة في مناورات عسكرية بحرية مع تركيا بين الـ13 والـ17 من آب الماضي
في المقابل، قالت السفارة الأميركية في تركيا، بدورها، عبر منصة «إكس»: «بوسعنا أن نؤكد صحة التقارير التي تفيد بأن جنديَّين أميركيَّين من عداد طاقم السفينة يو إس إس واسب تعرّضا لهجوم في إزمير وهما الآن آمنان. نشكر السلطات التركية على استجابتها السريعة، والتحقيق جارٍ»، بينما أعلن الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، شون سافيت، أن بلاده «تشعر بالقلق إزاء هذا الاعتداء»، وتثمّن قيام الشرطة التركية بـ«محاسبة مَن يقف وراءه»، وهو ما كرّره أيضاً كل من الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار، والناطق باسم «البنتاغون»، باتريك ريدر. والجدير ذكره أن الحاملة التي رست في ميناء إزمير، كانت انتهت للتوّ من المشاركة في مناورات عسكرية بحرية مع تركيا بين الـ13 والـ17 من آب الماضي، وهي أُرسلت أساساً إلى شرق المتوسط من أجل مواجهة أيّ هجوم إيراني محتمل على إسرائيل، على خلفية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، في طهران، نهاية تموز الماضي. وعلى هذه الخلفية، سأل النائب عن «حزب الشعب الجمهوري»، بانكي باغجي أوغلو، عن السبب الذي يحول دون إعلان وزارة الدفاع التركية عن المناورة، لتردّ الأخيرة بالقول إن ما حصل لم يكن مناورة، بل «تدريبات»، علماً أن معهد «نافال» الأميركي أعلن، في الـ19 من آب، أي بعد انتهاء المناورات، حصولها، فيما لم تصدر وزارة الدفاع أو الحكومة في تركيا، إلى الآن، أيّ بيان في هذا الخصوص.
وعلى إثر الحادثة، تداعت إلى الذاكرة، فوراً، ما عرفت لاحقاً بـ«حادثة السليمانية» أو «حادثة الشوال» في الرابع من تموز 2003، عندما قام جنود أميركيون في مدينة السليمانية العراقية باعتقال جنود أتراك وإدخال أكياس في رؤوسهم. واحتجّت تركيا، آنذاك، بشدّة على الحادثة، ليطلَق الجنود الأتراك بعد أكثر من 60 ساعة من الواقعة، التي أثارت أيضاً غضباً شعبيا تركيّاً، باعتبارها إهانة للأتراك. كذلك، تذكّر الحادثة الجديدة بأخرى، شهيرة، حصلت في 17 تموز 1968، عندما رست قطع من الأسطول السادس الأميركي، من بينها حاملة طائرات، في ميناء دولما باهتشه في إسطنبول. وووجِهت الزيارة في حينه بحملة احتجاجات واسعة في تركيا، وخصوصاً أن 1968 كان عام الثورات الشبابية في كل أنحاء أوروبا. ومن بين المحتجين، ذهب مئة طالب من «اتحاد الطلبة» في جامعة إسطنبول التقنية إلى رصيف دولما باهتشه، حيث حصلت صدامات بينهم وبين الشرطة التي اقتحمت قواتها مساكن هؤلاء واعتقلت عدداً منهم، فيما اضطرّ أحد الطلاب إلى رمي نفسه من على الطابق الثاني، وتوفي بعد سبعة أيام نتيجة لذلك. وقام بعض الطلبة برشق الفندق الذي كان ينزل فيه جنود أميركيون، موجهين رسالة تحذير خطية إلى رئيس الجمهورية، جودت صوناي. وفي الـ18 من تموز، تجمّع الطلبة في ساحة تقسيم، وكان من بينهم القيادي الشاب في الحركة الثورية، دينيز غيزميش، ثم ساروا إلى دولما باهتشه، حيث أمسكوا ببعض الجنود الأميركيين الذين كانوا على الرصيف وألقوا بهم في البحر.