على الجانب الصيني، بدا عدم الرضى عن تمسك واشنطن بـ«احتواء» الصين واضحاً
وعلى الجانب الصيني، يبدو عدم الرضى عن تمسك واشنطن بـ«احتواء» الصين وتقييد نموها واضحاً جداً. ورغم تشديد كل من شي وسوليفان، في تصريحات عقب الاجتماع، على ضرورة إقامة علاقات «مستقرة وصحية ومستدامة»، تضمن «تعايش» البلدين بسلام، أفادت صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية، بأنّ الخبراء الصينيين «حذرون» إزاء إمكانية أن يكون التواصل بين الطرفين قادراً على أن يخفف فعلياً من حدة التوترات القائمة بينهما. وتنقل الصحيفة عن لي هايدونغ، الأستاذ في «جامعة الشؤون الخارجية الصينية»، قوله إنّ «التوترات بين الصين والولايات المتحدة بشأن تايوان أو بحر الصين الجنوبي أو الحرب التجارية أو قيود التكنولوجيا العلمية، لن تشهد، على الأرجح، الكثير من التحسن، طالما تستمر الولايات المتحدة في اتباع إستراتيجية احتواء الصين»، وإنّ «أقصى ما يمكننا فعله هو التأكد من عدم تصاعد التوترات الحالية وخروجها عن نطاق السيطرة».
وطبقاً لتقرير أوردته وكالة «بلومبرغ»، فقد أصبحت الجهود التي تبذلها إدارة جو بايدن للحد من وصول الصين إلى التكنولوجيا اللازمة لصنع أشباه الموصلات، واحداً من «أكبر مكامن التوتر في العلاقة»، فيما من المرجح أن تتزايد القيود الأميركية مستقبلاً، بغض النظر عمن سيتولى السلطة في تشرين الثاني المقبل. وفي اجتماعه مع وانغ يي، قال سوليفان إن الولايات المتحدة ستواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة «لمنع استخدام التقنيات الأميركية المتقدمة لتقويض أمن واشنطن القومي»، فيما دعا وانغ إلى «وضع حدود واضحة للأمن القومي»، في إشارة إلى أنّ الصين تعتبر أن الولايات المتحدة تذهب «بعيداً» في تقييد تجارتها. وتضيف الوكالة أنّ واشنطن تبذل جهدها لمنع الصين «من اللحاق بالركب»، لا سيما في ما يتعلق بالقطاع العسكري. ووفقاً لمسؤول أميركي كبير تحدث إلى «بلومبرغ»، فإنّ الصين «غير قادرة» حالياً على الحصول على ما يكفي من الرقائق المتطورة لتحقيق أهدافها المتعلقة بالأمن القومي، وقيادة «نماذج الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدماً».
ورغم عدم إحداث اللقاءات الأخيرة أي تقدم يُذكر، إلا أنّه يبدو أن هنالك إصراراً على استكمالها في المدة المقبلة، بشكل يهدف، غالباً، إلى ترك نافذة للتواصل بين الطرفين، ومنع تفاقم التوترات. وفي السياق، قال البيت الأبيض، بعد اجتماع شي وسوليفان، إنه يتم الترتيب لمكالمة بين شي وبايدن قريباً، وبين الجهات العسكرية في البلدين، كما ستلتقي فرق متخصصة بمسائل «التجارة» والمناخ، من الطرفين، بداية الشهر المقبل، في الصين.