ويتبنى تقرير أورده «المجلس الأطلسي»، أيضاً، وجهة نظر الكرملين، في ما يتعلق بـ«مفاوضات السلام»، لافتاً إلى أنّ «هجوم كورسك قد يكون، في نهاية المطاف، جزءاً من استعدادات أوكرانيا لعملية سلام مستقبلية، حيث تتطلع كييف إلى احتلال أكبر قدر ممكن من الأراضي الروسية، لاستخدامها كورقة مساومة في أي مفاوضات مع الكرملين»، علماً أنّه خلال الأيام الأولى للهجوم، كانت هناك تكهنات واسعة النطاق بأن الهدف الرئيسي لأوكرانيا قد يكون الاستيلاء على محطة كورسك للطاقة النووية، بهدف استبدالها بـ«محطة زاباروجيا»، التي تسيطر عليها روسيا في جنوب أوكرانيا. وعليه، وطبقاً لوجهة النظر هذه، قد يكون تبادل الأراضي، «على نطاق أوسع»، في النهاية، جزءاً من خطط كييف. ويتابع التقرير أنّ الهجوم الأخير «يتحدى» سردية «الخطوط الحمر» لروسيا، باعتبار أنه يُعد تجاوزاً لـ«أكبر تلك الخطوط»، بعدما قوّض «التخوف من أي تصعيد روسي» الاستجابة الدولية، وقيّد تدفق المساعدات الغربية، وأدى إلى فرض «قيود على استخدامها داخل روسيا»، منذ بداية الحرب، ما جعل أوكرانيا مضطرة إلى شن حرب «فيما إحدى يديها مقيّدة خلف ظهرها».
قد يكون تبادل الأراضي «على نطاق أوسع» في النهاية جزءاً من خطط كييف في الهجوم الأخير
وفي ما يتعلق بالوقائع الميدانية حتى الآن، ذكر أليكسي سميرنوف، القائم بأعمال حاكم كورسك، أن أوكرانيا سيطرت على 28 تجمعاً سكنياً في المنطقة، وتوغلت بعمق 12 كيلومتراً تقريباً، وعرض 40 كيلومتراً، فيما قال مسؤولون محليون إن 121 ألف شخص غادروا كورسك بالفعل أو تم إجلاؤهم، وإن 59 ألفاً آخرين في طور الإجلاء. من جهته، ذكر حاكم منطقة بيلغورود الروسية المتاخمة لكورسك أنه تم إجلاء 11 ألف مدني أيضاً. وطبقاً لعدد من المدوّنين العسكريين، تحاول القوات الأوكرانية في كورسك تطويق منطقة سودجا، التي يتدفق الغاز الطبيعي الروسي منها إلى أوكرانيا، بينما تدور معارك كبرى بالقرب من كورينيفو، الواقعة على بعد حوالي 22 كيلومتراً من الحدود، بالإضافة إلى منطقة مارتينوفكا.
إلا أنّه أمس، أوردت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، نقلاً عن اللواء، أبتي علاء ألدينوف، قائد قوات «أحمد» الروسية، أن الجيش الروسي تمكن من «السيطرة على الوضع في المنطقة المتأزمة في مقاطعة كورسك»، وأنّه «يتم طرد العدو من مراكز سكنية كان قد احتلها». وتابع ألدينوف: «لقد أوقفنا بالفعل رحلة العدو غير المنضبطة، ودمّرنا القوى العاملة والمعدات المعادية لليوم الثالث على التوالي»، معتبراً أنّ «العدو يدرك أنّ الهجوم الخاطف الذي خطّط له قد فشل». وطبقاً للمصدر نفسه، فإنّ «القوات الروسية دمّرت 45 قطعة من المعدات العسكرية الأوكرانية، في منطقة واحدة فقط في كورسك، خلال اليومين الماضيين».