تجدّدت، في الأيام الأخيرة، الأنباء عن وساطات تستهدف إعادة إحياء المحادثات النووية
ومن غير الواضح ما إذا كان تمّ التطرّق إلى ذلك الخلاف، في الزيارة الأخيرة لمسؤولي الوكالة لطهران، لكن رئيس «الذرّية الإيرانية» أكد «(أنّنا) لا نطيق الضغوطات السياسية وإثارة الأجواء وافتعال القضايا»، معيداً إلى الأذهان اتّهام طهران لـ«الدولية للطاقة الذرّية» بالتسييس في ملفّ المواقع الثلاثة غير المعلَنة. ومع ذلك، فقد أكد إسلامي أن «تواصُلنا مع الوكالة قائم على قدم وساق في إطار اتّفاق الضمانات»، مضيفاً أن بلاده تتجنّب بجدّ «إنتاج الالتباس والإخلال» في تعاونها مع المنظّمة، في ما قد يؤشّر إلى مرونة يمكن أن تمهّد لاتفاق، يمنع نقْل ملفّ إيران من مجلس المحافظين إلى مجلس الأمن الدولي، علماً أن الاجتماع القادم للأوّل مقرَّر في آذار المقبل.
على خطّ مُوازٍ، تجدّدت، في الأيام الأخيرة، الأنباء عن وساطات تستهدف إعادة إحياء المحادثات النووية التي كانت وصلت إلى طريق مسدود. وفي هذا الإطار، أعلن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي، أن المدير العام لـ«الوكالة الدولية للطاقة الذرّية»، رافايل غروسي، سيزور إيران خلال الأيام المقبلة، معرباً عن أمله في أن يتوصّل غروسي «إلى اتّفاق مع زملائي في مؤسّسة الطاقة الذرّية الإيرانية برؤية تقنية وبمنأى عن الانفعالات السياسية». وتمّ، خلال الشهرَين الماضيَين، مِراراً، تداوُل نبأ الزيارة «القريبة» لغروسي إلى طهران، لكن يبدو أن فشل مهمّة المسؤولين الفنّيين للوكالة في إيران كان يتسبّب في إرجائها.
وفي السياق ذاته، تحدّثت مصادر أجنبية، وكذلك وسائل إعلام إيرانية، الثلاثاء، عن زيارة قريبة سيقوم بها سلطان عمان، هيثم بن طارق، إلى إيران، وربطتْها بالمحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن. وأبلغ أبو الفضل عموئي، وهو المتحدّث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، «وكالة الأنباء الطالبية» (إيسنا)، أن أمير عبد اللهيان قال، خلال اجتماع لهذه اللجنة، إن «تبادلاً للرسائل يتمّ عن طريق الوسطاء» حول المحادثات النووية وتبادل السجناء. كما قال عضو اللجنة نفسها، علي عليزادة، لـ«همشهري أونلاين»، نقلاً عن وزير الخارجية، إن سلطان عمان سيزور طهران في المستقبل القريب حاملاً «أخباراً سارّة». وأضاف أن كبار المسؤولين العُمانيين عبّروا مراراً عن رغبتهم في لعب دور الوساطة بين إيران وأميركا، لـ«إنجاح المحادثات النووية». على المقلب الآخر، أكّد المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران، روبرت مالي، أنه تحادَث مع كبار المسؤولين في قطر وسلطنة عمان حول إيران، لكنه جعل تبادل السجناء هو المحور الرئيس لتلك المباحثات، فيما جدّد المتحدّث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، القول إن «إحياء الاتفاق النووي ليس على جدول أعمال الإدارة، مع أنها تَعتبر الحوار الطريقة الوحيدة للتعامل مع برنامج إيران النووي».