مقالات مرتبطة
اقترح لولا إنشاء مجموعة صغيرة من الدول للتفاوض على حلّ سلمي للصراع الروسي - الأوكراني
على أن تطلّع دا سليفا إلى إمساك العصا من المنتصف بين الولايات المتحدة من جهة، وخصومها من جهة أخرى، لن يَسلم من العقبات والتحدّيات، فيما سيشكّل في المقابل عُقدة إضافية أمام واشنطن سيكون عليها التعامل معها، شأنها شأن المواقف الرمادية التي يدأب حلفاؤها في غير منطقة من العالم على اتّخاذها. وفي هذا الإطار، رأى السيناتور الأميركي، ماركو روبيو، أن الرئيس البرازيلي اختار الولايات المتحدة كوجهة خارجية أولى، لأن «واشنطن تظلّ الشريك المفضّل لمعظم البلدان في منطقة الأميركيّتَين، والبرازيل ليست استثناءً»، مستدرِكاً بأنه «عندما يحتاج (لولا) إلى مبالغ نقدية كبيرة من دون طرح أيّ أسئلة، فإنه يتّجه إلى الصين». من هنا، يدعو روبيو، بايدن، إلى اتّخاذ موقف حازم تجاه نظيره البرازيلي، و«محاسبته على صداقته مع الحزب الشيوعي الصيني». من جهته، أعرب الباحث في معهد «كوينسي»، نيك كليفلاند ستاوت، عن اعتقاده بأن «واشنطن تريد من برازيليا أن تُعامل بكين كخصم»، ورأى أنه «بدلاً من الضغط على البرازيل للاختيار بين أميركا والصين، سيكون من الحكمة إدراك الأميركيين أن الصين باتت قوّة دافعة وراء صنْع السياسات في المنطقة».
وبينما يُفترض أن تتّضح صورة ما يتطلّع إليه دا سيلفا من علاقته مع بكين، في الزيارة التي يقوم بها إلى الأخيرة، الشهر المقبل، فإن الرئيس البرازيلي ليس، على أيّ حال، في وارد فكّ الارتباط مع الأميركيين، بل هو أراد، وفق فيرناندا ماغنوتا، منسّق العلاقات الدولية في مؤسّسة «Armando lvares Penteado»، في ساو باولو، من خلال زيارته لواشنطن، تأكيد «علاقات البلدَين المتّزنة، والشراكة الاستراتيجية التي يتمّ من خلالها تنشيط التعاون في المجالات المركزية وتقوية التحالف المتبادل في أجندات حسّاسة في الوقت الحالي للبلدَين، مِن مِثل البيئة والدفاع عن الديموقراطية»، فضلاً عن حماية الأمازون، ومحاربة اليمين المتطرّف. ومع ذلك، سعى دا سليفا إلى الحصول على تأييدٍ أميركي لاقتراحه إنشاء مجموعة صغيرة من الدول، تضمّ الصين، للتفاوض على حلٍّ سلمي للصراع الروسي - الأوكراني، وهو ما لم يلقَ اهتماماً أميركيّاً، لكنه، على أيّ حال، أظْهر أن نهج صاحبه في السياسة الخارجية أبعدَ البرازيل، قدر الإمكان، عن الصراعات، وأتاح لها تالياً الحفاظ على قدْر من الصدقية للعمل كوسيط في المستقبل، وفق اعتقاد خبراء. أيضاً، «اقترح الرئيس البرازيلي إنشاء نادٍ لدول عدم الانحياز للوصول إلى السلام من خلال الوسائل الدبلوماسية»، وفق الكاتبة في «أتلانتيك كاونسيل»، فالنتينا سادر، التي رأت أنه يمكن دا سيلفا أن يكون «عنصراً مهمّاً في المحادثات النهائية حول حرب روسيا في أوكرانيا، وخاصة أن بلاده ستتولّى رئاسة مجموعة العشرين (G20) في عام 2024».