حتى يوم أمس، بلغت حصيلة ضحايا الاحتجاجات المناهضة للرئيسة الجديدة في بيرو، دينا بولوارتي، 7 قتلى. حصيلةٌ لم تمنع استمرار الاحتجاجات التي اتّخذت طابعاً «دموياً» في جميع أنحاء البلاد، لا سيما في الأرياف، وسط المطالبة باستقالة بولوارتي، وإجراء انتخابات جديدة، والإفراج عن الرئيس السابق، بيدرو كاستيو، الذي أُوقف إثر «الانقلاب الناعم» الذي قاده اليمين لعزله من منصبه. وفي السياق، أكد مصدر مطّلع أن أربعة أشخاص قُتلوا، أمس، في إقليم أبوريماك جنوب شرق البلاد، مسقط رأس بولوارتي، اثنان منهم في تشينشيروس والآخران في أنداهوايلاس. أمّا القتيل الخامس فسقط، وفق المصدر نفسه، في أريكيبا جنوب البلاد، ثاني كبرى مدن البلاد، عقب تدخّل الشرطة لطرد عدد كبير من المحتجّين من مدرّج المطار، بعدما سيطر أكثر من ألفي متظاهر على مطار «ألفريدو رودريغيز بالون» الدولي، ثاني أهمّ مدينة بيروفية، وأغلقوا الطريق السريع فيها والمدرّج، ما تسبب بتعليق الرحلات لساعات. وكان أوّل قتيلَين في هذه الاحتجاجات قد سقطا الأحد في أبوريماك، علماً أن ثلاثة من القتلى السبعة هم فتية لم تتجاور أعمارهم الـ15 و16 عاماً.ولم يساعد إعلان بولوارتي عزمها تقديم مشروع قانون لتقريب موعد الانتخابات العامّة، من نيسان 2026 إلى نيسان 2024، في التخفيف من حدّة الاحتجاجات. وبحسب وكالة «أسوشيتد برس»، فإن غضب البيروفيين هو الأكثر وضوحاً في المناطق الريفية، لا سيما في أنداهوايلاس، «المجتمع الريفي النائي في الأنديز، حيث عانى الفقراء لسنوات ودعموا انتخاب الرئيس المخلوع كاستيو، الفلّاح مثلهم». كما نقلت الوكالة عن إحدى المشاركات في الاحتجاجات قولها إنه «بالنسبة إلى أولئك الذين في الكونغرس، فإن الرأي الصحيح الوحيد هو رأي البيروفيين الأثرياء»، وإن المسؤولين «يفعلون ما يريدون، ولا يعطون قيمة لأصوات المقاطعات باعتبارها غير مهمّة، وعديمة الفائدة، لكن تصويت سكّان ليما يؤخذ في الاعتبار، وهذا ظلم للبيرو بأكملها»، علماً أن أوساط ليما السياسية لم تدعم منذ البداية كاستيو، المدرّس السابق في الأرياف ورئيس نقابة بعيدة عن النُّخب، فيما كان يلقى دعم مناطق جبال الأنديز منذ انتخابه في عام 2021.
وشكّلت بولوارتي، السبت، حكومة من مستقلّين وتكنوقراط، يرأسها المدّعي العام السابق، بيدرو أنغولوا، في حين أثار نهجها احتجاجات دول عدّة في القارة اللاتينية، إذ دعت حكومات المكسيك والأرجنتين وكولومبيا إلى توفير الحماية الضرورية لكاستيو واحترام حقوقه. كذلك، أصدرت الدول الثلاث، ومعها بوليفيا، بياناً مشتركاً شديد اللهجة، شددّت فيه على أن الرئيس المعزول هو، منذ أن تسلّم السلطة عام 2021، ضحية لحركة «عدائية ومناهضة للديموقراطية»، من دون الإشارة إليه بصفته «رئيساً سابقاً» للبلاد. والأسبوع الماضي، أعلنت الخارجية المكسيكية أن كاستيو قدّم، عقب توقيفه، طلباً رسمياً للحصول على لجوء في المكسيك، التي باشرت التشاور مع الحكومة البيروفيّة في هذا الشأن.