كرَّرت إيران مطلبها بأن تُقفِل «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» ملفّ المواقع الإيرانية الثلاثة
ولعلّ أوضح تعبير عن تراجع التوقّعات بقرْب إحياء الاتفاق النووي، جاء على لسان كبير منسّقي المفاوضات النووية، وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الذي انتقد، أوّل من أمس، الردّ الإيراني الأخير على ردود أميركية سابقة تخصّ المسودة النهائية التي عرضها الاتحاد على الطرفَين في 8 آب الماضي. وقال بوريل إن «آخر إجابة حصلت عليها (من إيران)، إذا كان الهدف منها هو التوصّل السريع إلى اتفاق، فلن يساعد ذلك»، مضيفاً: «يؤسفني أن أقول إن ثقتي تراجعت عمّا قبل 48 ساعة في شأن تقارب وجهات النظر، وإمكانية إبرام الاتفاق الآن»، مشيراً إلى أن الجهود المبذولة للتوصّل إلى صفقة جديدة باتت «في خطر» بعدما تباعَد الموقفان الأميركي والإيراني في الأيام الأخيرة. وأوضح أنه «في لحظة معيّنة، تتمثّل مسؤوليتي كمنسّق في أن أقول: هذا يكفي، هذا هو النصّ الأكثر توازناً الذي يمكنني عرضه مع مراعاة جميع الآراء». لكن هذه التصريحات لم تعجب الجانب الإيراني الذي ردّ في تغريدة لمستشار وفده المفاوض، محمد مرندي، رأى فيها أن «بوريل حليف للولايات المتحدة، وينسى أن سبب هذه المفاوضات هو الانتهاكات الغربية لخطّة العمل الشاملة المشتركة، والعقوبات المفروضة بموجب الضغوط القصوى التي تستهدف المواطنين الإيرانيين، حتى في الوقت الذي كانت فيه إيران في حالة امتثال كاملة» للاتفاق.
في هذا الوقت، حذّر رئيس الهيئة العامة لأركان القوات المسلحة الإيرانية، الجنرال محمد باقري، الولايات المتحدة من الاستمرار في تسيير مسيّراتها البحرية في مياه المنطقة، متوعّداً بأن القوات المسلحة الإيرانية «ستتصدّى لها». واتّهم باقري واشنطن بالسعي إلى «التعويض عن خفض قواتها في الشرق الأوسط بطُرق أخرى، ومن خلال وحدات عسكرية جديدة»، قائلاً إنها «تخاطر بأمن الملاحة في المنطقة من خلال المسيّرات البحرية التجسّسية غير المأهولة». وأكد باقري «(أننا) لن نتحمّل وجود هذه المسيّرات في طريق سفننا، وسنتصدّى لها»، مشيراً إلى أن بلاده تتابع المسألة عبر رفع دعوى إلى «منظّمة الملاحة الدولية»، واعتماد الطرق الدبلوماسية. وكانت بحرية الجيش الإيراني قد أعلنت، يوم الجمعة الماضي، أنها احتجزت سفينتَي «تجسّس» أميركيتَين (مسيّرتَين بحريّتَين) في مياه البحر الأحمر قبل الإفراج عنهما لاحقاً، وتوجيه تحذيرات إلى البحرية الأميركية بعدم تكرار هذه الأفعال، التي قال الإيرانيون إنها «تُعرّض أمن الملاحة للخطر».