تتسارع التطوّرات المتّصلة بملفّ إحياء الاتفاق النووي الإيراني، مع تَقدُّم طهران بردّها على المقترح الأوروبي الأخير بهذا الشأن، وتلقّي واشنطن نسخة من هذا الردّ، ووصول شذرات منه إلى تل أبيب التي لا تستبشر بكلّ ما يجري خيراً. وفيما يرتفع منسوب التفاؤل بإمكانية إعادة تفعيل الاتفاق الذي كاد يصبح غير ذي صلة، تتركّز الأنظار، الآن، على ردّ الفعل الأميركي - الأوروبي على الملاحظات الإيرانية، والتي تقول الجمهورية الإسلامية إنها تستهدف «رفع ثمن أيّ خروج أميركي مستقبلاً من الصفقة»، ما يعني مزيداً من الضمانات والتي تتنوّع ما بين نووية ذاتية، وأخرى اقتصادية وسياسية وحقوقية. وأيّاً يكن ما ستؤول إليه هذه المحاولة، فإن إسرائيل تنظر إليها بعيْن القلق؛ ذلك أن إفضاءها إلى اتفاق سيعني إطلاق يد إيران في المنطقة، بينما تعثّرها مجدّداً سيعني إمّا إنهاء المفاوضات وإمّا مواصلتها تحت السقف نفسه، وفي الحالَين استمرار طهران في تطوير قدراتها على المستويات كافة من دون رادع، وبصورة من شأنها تثبيت واقع ستكون من شبه المستحيل إعادة إبطاله