تتحضّر القوات الروسية للسيطرة على مدينة سفيتاغورسك في وسط غرب الدونباس
وفي آخر تطوّرات الميدان، تتحضّر القوات الروسية للسيطرة على مدينة سفيتاغورسك في وسط غرب الدونباس، والتي يُعتبر انتزاعها خطوة متقدّمة في اتجاه إسقاط كامل الإقليم، لا سيما بعد الانتهاء من سيفيرودونيتسك التي انسحبت منها معظم التشكيلات الأوكرانية إلى ليسيتشانسك، فيما دخل الروس وحلفاؤهم المنطقة الصناعية ومنطقة بوروفسكويه السكنية، وبدأوا بدفع الأوكران إلى الضفّة اليمنى لنهر سيفرسكادونيتس. ولن يتحدّد مصير التشكيلات الأوكرانية في ليسيتشانسك إلّا تبعاً لمسار المعارك الدائرة في محيط باباسنايا، لكن الأكيد أن الروس يعملون على فصلها عن المناطق «الصديقة» لها في غرب وجنوب غرب الدونباس، ويخطّطون للتوجّه من سفيتاغورسك إلى سلافيانسك جنوباً، بحيث تصبح ليسيتشانسك محاصَرة من الشمال والشرق والغرب، وتضيق المساحة التي تتحصّن فيها القوات الأوكرانية في غرب وجنوب غرب الدونباس. وفي الوقت نفسه، يتوقّع الخبراء العسكريون أن تبدأ القوات الروسية المرابطة جنوب إيزيوم هجوماً للسيطرة على محور سلافيانسك كراماتورسك، حيث تُكثّف حالياً عمليات التمهيد المدفعي والجوّي. أمّا في الجنوب، فإن الهجوم الأوكراني المضادّ في خيرسون مُني بالفشل، الأمر الذي رجّح كفّة القوات الروسية المرابطة في جنوب غرب المقاطعة، والتي يمكن أن تلعب دوراً بالغ الأهمية في تقرير مصير الجنوب الأوكراني.
وتوازياً مع اشتعال الميدان، تتلاشى فرص استئناف العملية التفاوضية، أو إعادة تفعيل الوساطة التركية بين موسكو وكييف. إذ أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن الجانب الأوكراني قد خرج عن مسار التفاوض، و«بالتالي لا حاجة إلى الحديث عن احتمال اللقاء بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره فولوديمير زيلينسكي». وأضاف بيسكوف: «موقفنا واضح جدّاً؛ أيّ لقاء على أعلى مستوى يجب أن يكون نتاج مفاوضات، وأن يتمّ الإعداد له جيداً». أمّا وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الذي يزور تركيا حالياً، فاعتبر، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو، أن زيلينسكي يرغب في لقاء بوتين «من أجل اللقاء فقط». وأشار لافروف إلى أن «الكُرة في الملعب الأوكراني منذ ما يزيد على الشهرين، بعد تسليمه نسخة من الاتفاقيات المقترَحة من موسكو منتصف نيسان الماضي، لكن روسيا لم تتلقَّ أيّ ردّ حتى الآن».