لم تَعُد الولايات المتحدة تخفي مدى انخراطها في الحرب الدائرة في أوكرانيا، التي باتت تشكِّل «خطّ الدفاع الأوّل» عن العالم الغربي في مواجهة روسيا. لكنّ العداء الأميركي لموسكو، والذي يفترض أن يكون قد تلاشى مع انهيار الاتحاد السوفياتي وانتهاء زمن الثنائية القطبية، يعود دائماً ليظهر بأشكال مختلفة، تعبّر عن حاجة واشنطن الدائمة إلى تثبيت مكانتها في عالمٍ تتراجع فيه هيمنتها. يجلِّي ما سلف حدثان بارزان: يتمثّل الأوّل في إعلان رأس «البنتاغون»، لويد أوستن، اشتغال بلاده على «هزيمة روسيا وإضعافها»، فيما يحيي الثاني قانوناً من أيّام الحرب العالمية الثانية، وقّعه الرئيس الأميركي، جو بايدن، بينما كانت روسيا تحتفل، أوّل من أمس، بذكرى الانتصار على النازية، وفيه فعّل آليةً لتسريع وتيرة تسليم السلاح لكييف، مقرّاً بذلك بأنّ حرباً تدور في قلْب أوروبا إنّما هي «حربنا» أوّلاً