موسكو | سُجِّل، يوم أمس، أوّل تواصل رفيع المستوى بين واشنطن وموسكو منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. وأعلن البيت الأبيض أن مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان​، دعا نظيره الروسي نيقولاي باتروشيف، خلال اتصال هاتفي، إلى «وقف الهجمات على الفور إذا كانت ​روسيا​ جادّة بالحوار»، محذّراً إيّاه من «عواقب استخدامها للأسلحة الكيميائية أو البيولوجية في ​أوكرانيا​«. في هذا الوقت، توجّه الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في خطاب إلى الكونغرس الأميركي، مطالباً إيّاه بتزويد القوات المسلّحة الأوكرانية بطائرات مقاتِلة وصواريخ دفاع جوّي من طراز «إس-300» الروسية الصنع، وفرْض حِزَم عقوبات أسبوعية على روسيا، في حال تعذّر على «حلف شمال الأطلسي»، الذي كان قد اعترف باستحالة الانضمام إليه، إقامة منطقة حظر طيران فوق بلاده.وتسجَّل مفارقات كثيرة في الأزمة الأوكرانية، من بينها مساعي إسرائيل إلى التوسُّط لحلّها، وطلب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، من نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، توسُّط طهران لدى موسكو لوقف الحرب. وفي هذا الوقت، يُسجَّل تقدُّم في بورصة الوساطة الدبلوماسية التركية على حساب تراجع أسهم المبادرات الفرنسية والألمانية والغربية عموماً. وعلى رغم عدم تطابق وجهتَي النظر الروسية والتركية في شأن الحرب الدائرة، إلّا أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أشار إلى أن بلاده تكنّ احتراماً بالغاً لموقف أنقرة «التي تحاول التعامل بشكل موضوعي مع الأهداف الناجمة عن الأزمة»، على حد تعبيره، مثمّناً ما وصفه بـ»النهج البراغماتي والمتوازن» لتركيا، ولا سيما أنها لم تنضمّ إلى نظرائها في «الأطلسي» في مسألة العقوبات الغربية ضدّ روسيا. كذلك، أثنى لافروف على تعاطي أنقرة بمسؤولية إزاء تطبيق «اتفاقية مونترو» الخاصة بالملاحة عبر المضائق. وفي هذا الخصوص، كرَّرت تركيا دعوتها إلى استضافة جولات تفاوضية وترتيب لقاء وزيرَي الخارجية الروسي والأوكراني مجدداً. وأعرب وزير الخارجية التركي، أحمد جاويش أوغلو، خلال مباحثات مع نظيره الروسي في موسكو، عن استعداد بلاده لاستضافة لقاء الرئيسَين فلاديمير بوتين وفولوديمير زيلينسكي، وهو ما لم تمانعه موسكو.
عثرت القوات الروسية على مستودع أسلحة وذخائر مدفعيّة وصاروخيّة في منطقة خيرسون جنوب الدونباس


وفي ظلّ المساعي الدبلوماسية المتواصلة، تستمرّ العملية العسكرية بزخم؛ وأعلنت القوات الروسية، أمس، العثور على مستودع أسلحة وذخائر مدفعيّة وصاروخية في منطقة خيرسون جنوب الدونباس، يجري العمل على نقلها إلى قوات دونيتسك الشعبية. وفي سياق العمليات الأمنية، تمكّنت القوات الخاصة الروسية من تصفية ضابطَي استخبارات أوكرانيَّين كبيرَين، في ضواحي العاصمة كييف، أحدهما يتوسّط قائمة المطلوبين للأجهزة الأمنية الروسية، ويدعى أوليغ أحمدوف. أما عدد المناطق والقرى السكنية التي تمّت السيطرة عليها في دونيتسك، فقد بلغ 95 حتى يوم أمس. وبات يمكن الحديث عن قرب السيطرة على كلّ مناطق الدونباس، على حدّ تعبير رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية، دنيس بوشيلين، الذي أشار إلى أن «عملية التحرير في الدونباس ستنتهي في المستقل القريب، الأمر الذي سيليه عملية إعادة الإعمار»، لافتاً إلى توفُّر قائمة من 20 ألف متطوّع أبدوا استعدادهم للقدوم والمشاركة في عمليات «تحرير الدونباس».