إذا أردنا أن نعرف ماذا يحدث في لبنان، علينا أن نعرف ماذا يحدث في أوكرانيا. هذه «الحكمة البورظانية» تنطبق اليوم أكثر من أيّ وقت مضى على السياسة الخارجية الأميركية، إذ تعاني الإمبراطورية من خواء إبداعي في الحلول التي تطرحها لكبح انحدارها. واشنطن تعيد تدوير التكتيكات نفسها في شرق أوروبا وشرق آسيا وأفريقيا وجنوب أميركا، وفي عالمنا العربي. لا يقتصر الأمر على التكتيكات، بل إن الوجوه ذاتها لا تتغيّر، فتشيخ وتخرّف وتهذي على مرأى من الجميع، فيما تعجز البنية العميقة المترهّلة عن التجديد. العقم الإبداعي لعاصمة السياسة الأميركية يظهر أيضاً في عاصمة أفلامها، إذ غلّبت حسابات أرباح سوق رأس المال الكمّ على النّوع، فباتت أفلام هوليوود «فرانشايزية» على غرار المأكل والملبس المعولم. الثورات الملوّنة هي من السيناريوهات التي يعاد إنتاجها مراراً، وأحياناً بالوجوه نفسها، كما في نسختَيْها الأوكرانية واللبنانية