في الثامن من تشرين الثاني 2019، بعد ثلاثة أسابيع على انتشار خيم المنظمات غير الحكومية (NGOs) في موقف اللعازارية في بيروت، عُرض في المكان الفيلم الوثائقي «شتاء مشتعل» (Winter on Fire) الذي يسلّط الضوء على «الانقلاب اليميني الموالي لحلف شمال الأطلسي» الذي حصل في أوكرانيا عام 2014. وكان الفيلم قد عُرض أيضاً في هونغ كونغ، لتعزيز التظاهرات المناهضة للصين والموالية للغرب، والتي استفادت - على غرار احتجاجات «ميدان» في كييف عام 2014 - من التيار المناهض لأوراسيا والمؤيّد للغرب.من هونغ كونغ إلى بيروت، حاولت عروض فيلم «شتاء مشتعل» حشد الدعم للتيارات الموالية للغرب، فضلاً عن تحقيق إجماع حول الانتقال في نهاية المطاف إلى «حكومات تكنوقراطية» تديرها قوى رأس المال.
نظّمت العرض مجموعة تُسمى «ARD news» التي أصبحت صفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي وموقعها الإلكتروني خارج الخدمة. وهذه واحدة من المجموعات الغامضة العديدة التي برزت في بداية الاحتجاجات، وتوجّهت إلى المغتربين، وكان من أهدافها المعلنة تطوير وتعزيز لبنان ليصبح «دولة متقدمة رقمياً، مكتفية ذاتياً» في غضون خمس سنوات، بما يتماشى مع أهداف الثورة الصناعية الرابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي.
في ذلك الوقت، ضمّت المجموعة رجال أعمال لبنانيين دوليين وباحثين ومتخصّصين في التكنولوجيا اتّحدوا والتزموا بمستقبل مستدامٍ للبنان. والهدف المعلن من عرض الفيلم، الذي كان متوافراً على شبكة Netflix في ذلك الوقت، هو التعلم من ثورات الماضي. كما أشار أحد المنظّمين إلى أن من أهداف العرض تجنّب إراقة الدماء كما حصل في مدينة أوديسا الأوكرانية عام 2014.
وفي السياق عينه، أعلنت المنظمة أنها كانت في صدد تنظيم عروض إضافية للفيلم الوثائقي في المدن الكبرى في لبنان. كما أعلنت عن تنظيم فعّاليات برمجة جماعية «Hackathon» حول المدن الرئيسية تضامناً مع الحركات الاجتماعية العامة.
بعد وقت قصير من العروض، أعلن أنطوني قنطرة، المدير التنفيذي لمنصة 961، على العديد من منصات التواصل الاجتماعي أن موقعه الإلكتروني يعمل على إنتاج فيلم وثائقي مشابه لـ«Winter on Fire» يتناول الحالة اللبنانية. لكنّ الوثائقي لم يبصر النور، ومنذ أواخر عام 2019، لم ترد أيّ معلومات عن مصير التمويل الذي خُصص للفيلم أو مصير المجموعات الثورية التي أرادته دليلاً لثورتها.