فيما كان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، يتوعّد «الإرهابيين» المتقدّمين نحو أديس أبابا بالسحق، بدأ المتمردون عليه خطوة جديدة في صراعهم، عبر إعلان جبهة تحرير شعب تيغراي وجيش تحرير أورومو تحالفهما إلى جانب سبع حركات أخرى في أكثر من إقليم، للإطاحة بحكمه.

الإعلان الذي خرج من واشنطن، ضمّ الحركات المسلحة المنضمّة حديثاً إلى جبهة القتال، وهي مجموعات من مناطق مختلفة (غامبيلا وعفر وصومالي وبني شنقول) ومجموعات إثنية من (أغوي وكيمانت وسيداما).

ويظهر حرص المتمردين على طمأنة الداخل و الخارج، بداية من اسم هذا التحالف (الجبهة المتحدة للقوات الفدرالية والكونفدرالية الإثيوبية)، إلى التأكيد على أن التحالف يهدف إلى «عكس الآثار السلبية لسلطة آبي أحمد على شعوب إثيوبيا». وفي بيان الحلف الجديد، وضع تصوّر لمرحلة ما بعد أحمد، يخاطب الشعوب الإثيوبية بأن من «الضروري العمل معاً وتوحيد الجهود من أجل عملية انتقال» في إثيوبيا، ويدعو الحكومات الأجنبية والهيئات الدولية إلى التواصل معه.

ما يشير إليه القائد في التحالف الجديد يوهانيس أبرهة، من الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، أن التعاون بين أطراف التحالف الجديد المناهض للحكومة يغطي الجوانب السياسية والعسكرية والدبلوماسية، ويوسّع نطاق الاتفاق القائم فعلياً بين الجبهة وجيش تحرير أورومو.

ومع اتساع رقعة الصراع، انشغلت الحكومة في تحصين العاصمة، ما دفع القوات المتمردة الى التوجه نحو عزلها عن المتنفس البحري الوحيد للبلد غير الساحلي. إذ اشتعل القتال اليوم، في مدينة ميلة الواقعة على الطريق الرابط بين أديس أبابا والميناء في دولة جيبوتي، لتسارع السلطة الإثيوبية الى مناشدة جنودها المتقاعدين وقدامى المحاربين للانضمام إلى صفوف الجيش، ضاربة مهلة للتسجيل حتى 24 تشرين الثاني، بعد أيام من مناشدة القادرين للتسلّح استعداداً للمواجهة.

وفي خطوة متوقعة تظهر مدى تفاقم الوضع، طالبت السفارة الأميركية في أديس أبابا، اليوم، رعاياها بمغادرة إثيوبيا عبر «تويتر» قائلة: «نوصي بشدة المواطنين الأميركيين بالعدول عن التوجه الى إثيوبيا، وأولئك الموجودين حالياً في إثيوبيا بالبدء بالاستعداد لمغادرة البلاد».

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد طلبت الثلاثاء من المسافرين الأميركيين عدم التوجه الى إثيوبيا أو «التفكير في المغادرة إذا كانوا موجودين هناك سلفاً»، لكن الخارجية مضت أبعد من ذلك في بيان صدر، اليوم، مؤكدة أن «الوضع الأمني في إثيوبيا شديد الاضطراب. نوصي المواطنين الأميركيين في إثيوبيا بمغادرة البلاد في أسرع وقت».

وبالتوازي، تسارع الجهود الدبلوماسية لتجنب شن هجوم على أديس أبابا، حيث بدأت زيارة المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان، إلى أديس أبابا في وقت لاحق أمس للضغط من أجل وقف العمليات العسكرية في الشمال والسعي لبدء محادثات وقف إطلاق النار.

وبدأ الاتحاد الأفريقي بالتحرك عبر دعوة الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني، إلى عقد اجتماع لزعماء دول تكتل شرق أفريقيا في 16 تشرين الثاني لبحث الصراع في إثيوبيا بين الحكومة المركزية والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي.