استجابةً لدعوةٍ من رئيس مجلس الدوما الروسي، فيتشيلاف فالودين، وصل محمد باقر قاليباف إلى موسكو مساء أول من أمس، على رأس وفد برلماني، في أوّل زيارة خارجية له كرئيس لمجلس الشورى الإيراني. الزيارة التي تنتهي غداً، وُصفت في الإعلام الإيراني بأنها فصل جديد من فصول «العلاقة الاستراتيجية» بين إيران وروسيا، وحمل خلالها قاليباف رسالة من المرشد الأعلى علي خامنئي، إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سلّمها إلى فالودين خلال اللقاء الذي جمعهما أمس. وحول فحوى هذه الرسالة، أشار المسؤول الإيراني إلى أنها تحمل «تأكيد خامنئي لقوة واستراتيجية واستمرارية العلاقات وتعميقها وتوسيع هيكل التعاون الثنائي» بين البلدين الحليفَين. وخلال الاجتماع، أكّد أن «أيّ تغيير سياسي في العالم، ووجهات النظر الأحادية، لن يؤثّرا على العلاقات الإيرانية الروسية»، لافتاً إلى أن هناك العديد من القواسم المشتركة في المجالات المختلفة التي ينبغي تعزيزها بين البلدين». وشدّد على إعادة تعريف هذه العلاقات الثابتة بين موسكو وطهران بالقول إن «التغيير وانتقال السلطة في البيت الأبيض لن يؤثّرا على نظرتنا الاستراتيجية نحو العلاقات» بين الجانبين. وأشار قاليباف إلى التدخلات الأميركية في المنطقة، بما فيها في العراق وسوريا، معتبراً أن «خطط واشنطن طويلة الأمد لا تحمل سوى الأضرار والخسائر للمنطقة، وخاصة بالنسبة إلى إيران وروسيا». من جانبه، أعرب رئيس مجلس الدوما الروسي عن رفضه لمواقف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تجاه إيران بالقول إن «بعض الدول تدّعي حماية حقوق الإنسان، لكنّها تمارس الحظر الجائر ضدّ طهران، على رغم جائحة كورونا، وبدل المساهمة في مكافحة هذا الوباء تَعمَد الى تقويض معيشة الناس».
حمل قاليباف رسالة من خامنئي إلى بوتين مفادها تأكيد «قوة واستراتيجية» العلاقات بين البلدين

ولم يغب الاتفاق النووي عن جدول أعمال قاليباف، إذ أكّد في لقاء مع مفكّري المعهد الروسي لـ»دراسات الشرق»، أنه «إذا كان القرار أن يستفيد الآخرون من الاتفاق النووي وأن تكون طهران الخاسر الوحيد، فكيف يُعقل أن يبقى هذا الاتفاق قائماً»، مشدداً على أن الجمهورية الإسلامية تريد «رفعاً كاملاً للحظر حتى يرى الناس أثره في حياتهم». كذلك، شارك المسؤول الإيراني أمس، في اجتماعٍ مع مجموعة من رجال الأعمال الروس والإيرانيين، بحثوا خلاله سُبل إزالة معوّقات التجارة بين البلدين والمساعدة في إزالة العقبات والتغلّب على المشاكل. وخلال الاجتماع، أشار قاليباف إلى أن «تنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين أولوية». يُذكر أن حجم التبادل التجاري بين طهران وموسكو، بلغ نحو ملياري دولار فقط في عام 2020، منها 1.3 مليار دولار حصة الصادرات الروسية لإيران، والباقي حصة الصادرات الإيرانية إلى روسيا.