فاز الاقتصادي الاشتراكي، أندريس أراوس، في الجولة الأولى من الانتخابات في الإكوادور، والتي أُجريت أوّل من أمس، بعدما تفوّق على 16 مرشّحاً، غابَ عنهم الرئيس المنتهية ولايته، لينين مورينو، الذي آثر عدم الترشح لولاية ثانية، في ظلّ تَدنِّي شعبيته وتقلُّص حظوظه الانتخابية. وحاز أرواس (36 عاماً) - وريث الرئيس الإكوادوري الأسبق رافاييل كوريا، ومرشّح ائتلاف «اتّحاد الأمل للأحزاب» اليساريّة -، 32.31% من الأصوات، حاصداً بذلك المركز الأوّل في الجولة الأولى، التي خوّلته حجزَ مقعد متقدّم له في الدورة الثانية في الـ11 من نيسان/ أبريل المقبل.جاءت هذه الانتخابات بعد موجة احتجاجات شهدتها الإكوادور العام الماضي، على خلفية السياسات التي انتهجها لينين مورينو فور تولّيه الحكم، خلفاً لليساري رافاييل كوريا (2007 - 2017)، والتي تميّزت بالقطع الكامل والمفاجئ مع سياسات سلفه، بهدف نَيل رضى الولايات المتحدة و»صندوق النقد الدولي»؛ في ضوء ذلك، عَمَدَ إلى تطبيق إجراءات تقشفيّة في خلال فترته الرئاسية، تنفيذاً لاتفاق أبرمته حكومته مع «صندوق النقد»، وحصلت كيتو بموجبه على قروض بقيمة 4.2 مليارات دولار، في مقابل تطبيق شروط قاسية، من بينها رفع الدعم عن المحروقات التي ارتفعت أسعارها بنسبة 120%. وفي هذا الإطار، انخفض الناتج المحلي الإجمالي للإكوادور بنسبة 11% في خلال عام 2020، كما ارتفع الدين العام إلى 44% من الناتج المحلي الإجمالي، في ظلّ ارتفاعٍ كبيرٍ في نِسب الفقر والبطالة، إلى جانب تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والصحية من جرّاء تفشي فيروس «كورونا» الذي حصد، حتى الآن، أرواح 15 ألف إكوادورياً، فيما بلغ عدد الإصابات ربع مليون.
وبحسب نتائج جزئية شملت 83% من مجموع الأصوات ونشرها «المجلس الوطني الانتخابي»، أمس، تقدّم أراوس على المحامي اليساري ياكو بيريس (51 عاماً) الذي ينتمي إلى حزب «باتشاكوتيك»، والذي حصل بدوره على 19.87% من الأصوات، فيما حلّ المصرفي السابق المحافظ، غييرمو لاسو (65 عاماً)، من حركة «كريو» اليمينيّة، بعد بيريس بفارق ضئيل بحصوله على 19.27%. ووفقاً لوسائل إعلام لاتينية، تجاوزت نسبة المشاركة في الانتخابات 70%، على رغم الإجراءات الاحترازية التي فُرضت للحدّ من تفشّي الوباء. ويمكن لنحو 13 مليون إكوادوري المشاركة في هذه الانتخابات بفرعيها الرئاسي والنيابي. ووفقاً للقانون، يُعدُّ التصويت إجبارياً للمواطنين الذين تراوح أعمارهم بين 18 و65 عاماً، واختيارياً للقصّر الذين تبلغ أعمارهم 16 عاماً أو أكثر، وكبار السن الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً.