فاقمت الغزوة البحرية الفاشلة لفنزويلا أزمات خوان غوايدو، أو الرئيس الذي نصّبته أميركا بديلاً موقتاً عن نيكولاس مادورو. الأخير يؤكّد أن «نظيره» لعب دوراً محوريّاً في محاولة التوغُّل البحري فجر الثالث من الشهر الجاري، لإطاحته من منصبه بتخطيط ومساعدة من واشنطن وبوغوتا، عبر مرتزقة جرى تجنيدهم لتدريب القوات الفنزويلية المنشقّة في كولومبيا. أزمةٌ ألقت تداعياتها على «كبير المعارضين» الفنزويليين، وخصوصاً بعد استقالة اثنين من مستشاريه ثَبُت تورّطهما في «غزوة ماكوتو» في ولاية لاغوايرا، شمال العاصمة كاراكاس.بينما يتواصل البحث عن متورّطين، وصل عدد المعتقلين إلى 45 تقول كاراكاس إنّهم متورّطون في العملية الفاشلة التي تضمّنت إنزال مسلّحين يومَي 3 و4 أيار/مايو الجاري على شاطئ ماكوتو، على الساحل الكاريبي. ومن المعتقلين جنديّان أميركيّان سابقان خدما في القوّات الخاصّة، هما لوك دنمان (34 عاماً) وآيرن بيري (41 عاماً)، وُجِّهت إليهما تهم «الإرهاب والتآمر وتجارة الأسلحة الحربية وتكوين جمعيات (إجرامية)»، وهي تهمٌ قد تصل عقوبتها إلى ما بين 25 و30 عاماً في السجن. لكن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، رفضها، قائلاً كما نقلت شبكة «فوكس نيوز»، الجمعة الماضي، «إذا كنت أريد دخول فنزويلا، ما كنت سأخفي الأمر... كنت سأدخل من دون أن يتمكّنوا مِن شيء... لن أرسل مجموعة صغيرة. كلا كلا، سيكون اسمه جيشاً. وسيكون اسمها عملية غزو».
ثَبُت تورّط اثنين من مستشاري غوايدو في «غزوة شاطئ ماكوتو»


من جهة أخرى، أعلن بيان صادر عن مكتب غوايدو، استقالة «الخبير الاستراتيجي خوان خوسيه رندون والنائب سيرجيو فرغارا»، الموجودين في الولايات المتحدة، من مهامهما الاستشارية. استقالةٌ جاءت على خلفية إفادة النائب العام الفنزويلي، ويليام صعب، بأن مذكّرتَي توقيف صدرتا بحقّهما. أما رندون، فقال في حوار مع شبكة «سي إن إن»، إنه وقّع عقداً «استكشافياً» مع شركة «سيلفر كورب يو إس إيه» الأمنية لصاحبها جوردان غودرو الذي طالب النائب العام أيضاً باعتقاله. كذلك، أقرّ غودرو، الجندي الأميركي السابق الذي خدم في العراق وأفغانستان، في تسجيل مصوّر بوجود عملية، مشيراً إلى أن المعارضة الفنزويلية أبرمت عقداً مع شركته. وعرض في التسجيل ما قال إنه عقدٌ وَقّع عليه غوايدو، إذ نقلت عنه صحيفة «واشنطن بوست» أنه عيّن كلاً من دنمان وبيري «مشرفَين» على العملية، وأنه يعرفهما منذ سنوات. وفي مقطع بثّه التلفزيون الفنزويلي الرسمي، الأسبوع الماضي، أكّد دنمان أن الشركة الأمنية الموجودة في فلوريدا تعاقدت معه لتدريب القوات الفنزويلية المنشقّة في كولومبيا على عملية للسيطرة على مطار كاراكاس وإلقاء القبض على مادورو.
في خطاب استقالته، اتّهم رندون حكومة مادورو بـ«تحريف» العقد، واصفاً الأمر بأنه «تلاعب» يهدف إلى تحويل الانتباه عن الانهيار الاقتصادي للبلاد، فيما وصف غوايدو العقد بأنه «مزيّف»، معتبراً أن النظام الفنزويلي يبحث عن «أعذار» لاعتقاله. وأضاف: «أقول لك بكل وضوح مادورو: لو كانت لديك الشجاعة (لتوقيفي)، فلتَقم بذلك».