واجه بيرني ساندرز، المرشّح الأوفر حظاً في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، أول من أمس، انتقادات منافسيه في المناظرة التي جمعت بينهم، في وقت ضاعف فيه جو بايدن الهفوات، خالطاً بين أسماء المسؤولين الصينيين، وغافلاً عن طبيعة المنصب الذي يترشّح له، الأمر الذي من شأنه تأجيج الشكوك في صحّته العقلية، خلال أسبوع حاسم للفوز بترشيح الحزب.
في مواجهة زخم الهجمات، أشار ساندرز إلى أن استطلاعات الرأي ترجّح فوزه(أ ف ب )

وأعرب ساندرز عن ثقته بأن برنامجه اليساري سيقوده إلى الفوز على الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل. وقبيل أربعة أيام من تصويت حاسم في الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين في كارولاينا الجنوبية، كشف تقدّم ساندرز الشرخ داخل الحزب، بين أنصار السناتور الذي يصف نفسه بـ«الاشتراكي»، ومؤيّدي خطاب «أكثر اعتدالاً». يأتي ذلك في الوقت الذي بات فيه من المؤكد أن نتيجة انتخابات كارولاينا الجنوبية ستؤثّر، بشكل حاسم، على حظوظ المرشحين قبل انتخابات «الثلاثاء الكبير»، عندما ستصوّت 14 ولاية في الثالث من آذار/ مارس المقبل. ومن هذا المنطلق، قال المرشّح بيت بوتيدجيدج، رئيس بلدية ساوث بيند السابق، في شأن إمكانية فوز ساندرز: «أنا سأقول لكم ما هي فاتورة ذلك. الفاتورة هي بقاء دونالد ترامب أربع سنوات إضافية». أما السناتورة التقدّمية، إليزابيث وارن (70 عاماً)، التي تبدو في وضع صعب بعد نتائجها السيئة في ثلاث ولايات، فقد هاجمت ساندرز هي الأخرى، معتبرة أنها تمثل أفضل بديل لليسار.
ولم يقتصر الهجوم الذي تعرّض له بيرني على الشق المتعلّق بطروحاته الداخلية؛ إذ دُعي مجدّداً إلى توضيح ما كان يعنيه عندما رحّب، أخيراً، «ببرنامج محو الأمية الواسع» الذي أطلقه فيدل كاسترو بعد الثورة الكوبية في ثمانينيات القرن الماضي. وفي هذا الإطار، دافع عن نفسه بالتأكيد أن الرئيس الديمقراطي السابق، باراك أوباما، أدلى بتصريحات مماثلة، قبل أن يؤكد أنه يدين بلا تحفظ «كلّ الأنظمة الاستبدادية». وأشار إلى أن استطلاعات الرأي ترجّح فوزه على الرئيس الجمهوري. واعتبر أن «الواقع يقول إنه من أجل دحر ترامب، نحتاج إلى مرشّح يملك الطاقة والحماس»، مُقدّماً نفسه على أنه المرشّح الوحيد القادر على إثارة حماس الشباب والأقليات وعلى إعادة «العمال إلى الحزب الديمقراطي». كذلك، لفت إلى أن مواقفه «ليست متطرّفة، وموجودة في كلّ دول العالم»، مشدداً على أن «الصحة حق إنساني». وفيما ذكر أحد الذين يديرون الحوار أن ساندرز سيصبح، إذا انتُخب، أول رئيس يهودي للولايات المتحدة، فقد أكد هذا الأخير «أنني فخور جداً بأن أكون يهودياً»، في تلميح نادر إلى ديانته. وقال: «لكنني أعتقد مع الأسف، في إسرائيل حالياً بوجود بيبي (بنيامين) نتنياهو، يقود عنصري رجعي هذا البلد».
أخطأ بايدن في تسمية المنصب الذي يترشّح له فقال إنه مرشّح إلى مجلس الشيوخ


بدوره، سعى جو بايدن (77 عاماً)، الذي يراهن كثيراً على انتخابات كارولاينا الجنوبية، إلى أن يبدو جريئاً. وقال النائب السابق لأوباما، بعد النتائج السيئة التي سَجّلها في ولايتَي أيوا ونيوهامبشر: «سأفوز في كارولاينا الجنوبية». وكان بايدن سجّل تحسّناً في ولاية نيفادا، لكن أمله هو أن تسمح له شعبيته بين السود بالفوز في كارولاينا الجنوبية، حيث يمثل هؤلاء أكثر من نصف الناخبين الديمقراطيين. وفي هذه الولاية، تَقلّص الفارق بين بايدن وخصومه، والذي كان يبلغ نحو 15 نقطة في استطلاعات الرأي خلال الأسابيع الماضية. إلا أن بايدن ارتكب، في إحدى المناسبات في كارولينا الجنوبية، أخطاء مثيرة، من بينها أنه ذكر منصباً مغايراً للمنصب الذي يترشّح له، إذ قال: «اسمي جو بايدن، وأنا المرشح الديمقراطي إلى مجلس الشيوخ الأميركي»، علماً أنه شغل مقعداً في مجلس الشيوخ لأكثر من 35 عاماً، بين عامي 1973 و2009. وتمّ التداول، الثلاثاء الماضي، بالشريط الذي أثار موجة من السخرية، وخصوصاً أن المرشح دعا الناخبين في الخطاب نفسه إلى التصويت له أو «لبايدن الآخر». ويوم الإثنين الفائت، تباهى بايدن، في مناسبة أخرى، بجهوده عندما كان نائباً لأوباما لإقناع الصين التي كان يقودها شي جينبينغ، بالانضمام إلى اتفاق باريس حول المناخ نهاية 2015. إلا أنه تحدّث عن دينغ هسياوبينغ، الذي توفي قبل أكثر من عقدين وترك السلطة في عام 1992. وقال: «أنا من دافع عن فكرة انضمام الصين إلى الاتفاق في حال مورست ضغوط عليها بعد لقاء دينغ هسياوبينغ».
بدوره، واجه مايكل بلومبرغ هجمات من منافسيه، وذلك بعد أسبوع على ظهور عُدّ فاشلاً للغاية. وحاول بلومبرغ الدفاع عن نفسه في مواجهة الاتهامات بالتمييز على أساس الجنس، وسياسات اعتُبرت تمييزية عندما كان رئيساً لبلدية نيويورك. وسيدخل رئيس بلدية نيويورك السابق، الذي يبلغ من العمر 78 عاماً، السباق في انتخابات «الثلاثاء الكبير»، بعدما استخدم أكثر من 500 مليون دولار من ثروته الشخصية لتمويل حملته.