اختار الرئيس الصيني شي جين بينغ، مناسبة الذكرى الـ40 لـ«البيان السياسي» بشأن تايوان، للمطالبة بتوحيد الجزيرة والبرّ الصيني «سلمياً»، والتلميح، في الوقت نفسه، إلى رفض التخلي عن خيار «استخدام القوة العسكرية» ضد البلد الذي يتمتع بالحكم الذاتي. وفي خطوة توحي بأن الرئيس الصيني يريد إغلاق ملف الخلاف بين بلاده وتايوان، والذي يمتد منذ سبعين عاماً وتصاعد مع تولي شي الحكم عام 2012، اقترح الأخير على تايبيه الدخول في مشاورات «معمقة من أجل الوحدة الوطنية في إطار نهج: دولة واحدة ونظامان». على رغم ذلك، لوّح شي بالتهديد العسكري، في رسالة واضحة إلى التيارات المعارضة لبكين، التي تسعى إلى الانفصال، والتي ظهرت أخيراً، إذ نظّم دعاة الاستقلال المؤيدون لرئيسة البلاد تساي انغ وين، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي تظاهرات حاشدة، ودعوا وقتذاك إلى تنظيم استفتاء في شأن مستقبل الجزيرة. وهو أمر يزعج بكين التي تعارض بشدة فكرة الاستقلال، ومن أجل منع حدوث ذلك تحاول الضغط باستمرار على تايوان.وقال الرئيس الصيني، في خطاب أمس، إن بكين «تحتفظ بحقّها في أخذ كلّ الإجراءات اللازمة ضد القوى الخارجية التي تتدخّل للحؤول دون إعادة توحيد البلاد بطريقة سلمية، وكذلك أيضاً ضد الأنشطة التي يقوم بها دعاة الانفصال والاستقلال في تايوان». ومتحدثاً في «قاعة الشعب الكبرى» في بكين، أكد شي أن إعادة الوحدة يجب أن تتم في إطار مبدأ «صين واحدة»، الذي يقر بأن تايوان جزء من الصين، وهو ما يرفضه أنصار استقلال تايوان. وأضاف أن على كل الناس في تايوان أن «يدركوا بشكل واضح أن استقلال الجزيرة لن يجلب سوى كارثة كبيرة». وتابع: «نحن على استعداد لتوفير مجال واسع لإعادة الوحدة سلمياً، ولكننا لن نترك مجالاً لأي شكل من الأنشطة الانفصالية»، مؤكداً أنه «يجب على الصين أن تتوحّد مجدّداً... وستتوحّد».
من جانبها، رفضت رئيسة تايوان دعوة نظيرها الصيني، قائلة إنه «يتعيّن على بكين مواجهة حقيقة وجود جمهورية تايوان». وردّت تساي، في مؤتمر صحافي أمس، بالقول إن «الشعب التايواني يعتزّ بالقيم الديموقراطية، إنها طريقة عيشه»، مضيفة أن بلادها «لن تقبل» ترتيب «بلد واحد ونظامان» مع الصين، ومؤكدة أن المفاوضات «يجب أن تجرى بين الطرفين على قدم المساواة بين الحكومتين». وحثت تساي أيضاً الصين على فهم «طريقة تفكير وحاجات» الشعب التايواني. يُذكر أن رئيسة تايوان الحالية ترفض منذ وصولها إلى الحكم في العام 2016، الاعتراف بمبدأ الوحدة، كما تطلب بكين.