نفى وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، يوم أمس، وجود أي تعاون عسكري بين قوات بلاده والقوات الروسية في سوريا «على الأقل في الوقت الحالي». وقال ماتيس، خلال مؤتمر صحافي عقده في كاليفورنيا إلى جانب كل من وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، ووزيري الخارجية والدفاع الأستراليين: «لن نقوم بأي شيء إضافي، حتى يفكر وزير الخارجية والرئيس في أي نقطة سنبدأ العمل فيها مع حلفائنا ومع روسيا في المستقبل»، مؤكداً أن ذلك لم يحصل حتى الآن، وأنه «سيكون من السابق لأوانه، الدخول في أي تفاصيل أكثر في هذه المرحلة».
وأوضح ماتيس أن «ما نقوم به حالياً مع روسيا هو أننا نفصل بين عملياتنا، ونحن لا ننسق معهم، نقوم فقط بالفصل بين العمليات في الزمان والمكان من أجل خلق خطوط فاصلة»، على حد تعبيره.
وأضاف: «لم نقم بأشياء إضافية إلى حين تحديد وزير الخارجية والرئيس نقطة البداية التي سننطلق منها مع حلفائنا وروسيا في المستقبل».

تعارض مع كلام ترامب
تصريحات ماتيس تتعارض مع ما صرح به الرئيس الأميركي، دونالد ترامب خلال قمة هلسنكي التي جمعته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت سابق من الشهر الحالي.
وكان ترامب قد أشار في المؤتمر الصحافي الذي تلا القمة في حينه، إلى وجود تنسيق عسكري بين القوات الأميركية والروسية في سوريا، قائلاً: «جيشانا يعملان معاً في سوريا ويتواصلان أفضل من قيادة البلدين».
غير أن الجنرال الأميركي جو فوتيل المشرف على العملية العسكرية في سوريا، قال بدوره يوم الخميس الماضي، إنه لم يتلق تعليمات جديدة للتعاون مع الروس منذ قمة ترامب وبوتين. وقال الجنرال الذي يرأس القيادة المركزية الأميركية إن أي تعاون مع الجيش الروسي في سوريا سيستلزم موافقة الكونغرس أو تنازلاً خاصاً. وفي حديثٍ إلى الصحافيين، أشار فوتيل إلى أن قانون إقرار الدفاع الوطني يمنع التعاون والتنسيق مع القوات الروسية، مضيفاً أن المهمة الأميركية في سوريا حالياً واضحة وهي إلحاق الهزيمة بتنظيم «داعش».

ماتيس: إيران تزعزع المنطقة
في سياق آخر، هاجم ماتيس خلال المؤتمر الصحافي أمس، إيران، معتبراً أنها «تقوم بأنشطة تزعزع المنطقة». وقال إن الجمهورية الإسلامية هي «السبب الرئيس الذي يجعل الأسد مستمراً في السلطة هو دعمه وتقويته من قبل إيران».
واعتبر أن الشيء نفسه نراه في اليمن، «حيث هناك تزايد للعنف، وحيث تقوم إيران بتطوير القدرات المدمرة التي توجه إلى السعودية والبحرين»، على حد تعبيره.
إلى ذلك، شدد على أنه «لا يمكن لإيران الاستمرار في التعامل بشكل غير مسؤول، ودعم الحركات المتمردة التي تنشر الإرهاب».

ترحيل أميركيَّين من سوريا إلى الولايات المتحدة تمهيداً لمحاكمتهما
أعلنت وزارة العدل الأميركية، يوم أمس، أنه تم ترحيل أميركيّين اثنين متهمين بالتعاون مع تنظيم «داعش» داخل سوريا، إلى الولايات المتحدة تمهيداً لمحاكمتهما. وقالت الوزارة في بيان إن «مواطنَين أميركيَّين متهمَين بشكل منفصل بخرق القوانين الاتحادية، نُقلا من مراكز احتجاز تابعة لقوات سوريا الديموقراطية وأرسلا الى الولايات المتحدة حيث سيمثلان قريباً أمام المحاكم». الأميركي الأول الذي تم ترحيله هو ابراهيم عزي مسيبلي (28 عاماً) المتحدر من ديربورن في ميشيغان، وهو متهم بأنه شارك من نيسان/ أبريل 2015 حتى حزيران/ يونيو 2018 بأنشطة تنظيم «داعش». وقال المدعي العام الأميركي، ماثيو شنايدر، إن «الاتهام ينص على أن مسيبلي قام خلال فترة طويلة من الزمن بتقديم دعم مادي لتنظيم داعش، إحدى أعنف المنظمات الإرهابية في العالم». أما المواطنة الثانية فهي سامانثا الحساني، وقد أدلت بإفادات كاذبة لمكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) وستمثل أمام المحكمة لجلسة استماع تمهيدية في تاريخ لم يتم تأكيده. وقالت وزارة العدل إن الحساني أعيدت إلى الولايات المتحدة برفقة أطفالها الأربعة القصّر وجميعهم مواطنون أميركيون وضعوا حالياً برعاية جهاز خدمات الأطفال في ولاية إنديانا.