حذّر الرئيس الإيراني حسن روحاني، نظيره الأميركي دونالد ترامب، من «اللعب بالنار»، مُجدّداً تحذيره من أنّ إيران يمكن أن تغلق مضيق هزمز الاستراتيجي، ومؤكداً أنّ الحرب مع إيران ستكون «أم المعارك».وأمام ملتقى أقيم في العاصمة الإيرانية، طهران، بمشاركة رؤساء الممثليات والبعثات الديبلوماسية الإيرانية حول العالم، قال روحاني مخاطباً الرئيس الأميركي: «أنت تُعلن الحرب، وبعد ذلك تتحدّث عن رغبتك في دعم الشعب الإيراني (...) لا يمكنك أن تحرّض الشعب الإيراني على أمنه ومصالحه».
ومجدداً تحذيره من إمكانية إغلاق مضيق هرمز، قال مخاطباً ترامب: «لقد ضمنّا دائماً أمن هذا المضيق، فلا تلعب بالنار لأنك ستندم»، وأضاف: «السلام مع إيران سيكون أم كل سلام، والحرب مع إيران ستكون أم كل المعارك».
وقال روحاني: «كلّما سعت أوروبا للتوصل إلى اتفاق معنا، زرع البيت الأبيض الخلاف». إلا أنه أضاف: «يجب أن لا نعتقد أن البيت الأبيض سيظلّ إلى الأبد على هذا المستوى من المعارضة للقانون الدولي وضد العالم الإسلامي».


حملة أميركية ضدّ إيران
تأتي تصريحات روحاني قبل كلمة مرتقبة لوزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، بعنوان «دعم الأصوات الإيرانية»، يلقيها في كاليفورنيا في وقتٍ لاحق اليوم، وتعتبر جزءاً من جهود واشنطن لإثارة الاضطرابات ضدّ الحكومة الإيرانية.
وفيما تسعى الولايات المتحدة إلى تشديد القيود الاقتصادية على طهران، بعد انسحابها من الاتفاق النووي، أطلقت جهوداً دعائية مشتركة تشمل حملات على مواقع التواصل الاجتماعي لإثارة الاستياء الشعبي في إيران.
وبحسب مسؤولين أميركيين مطّلعين، فإنّ الإدارة الأميركية تشنّ، من خلال الخطب والرسائل الموجّهة عبر الإنترنت، حملةً هدفها إثارة اضطرابات، بهدف الضغط على إيران لوقف برنامجها النووي وتقويض نفوذها الإقليمي.
وقال أكثر من ستة من المسؤولين الحاليين والسابقين، إنّ هذه الحملة التي يدعمها بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون، تهدف إلى العمل، بالتنسيق مع حملة ترامب، إلى تضييق الخناق على إيران اقتصادياً من خلال إعادة فرض عقوبات صارمة عليها. وأضاف هؤلاء أن هذه الحملة تسلّط الضوء على ما وصفوها بـ«عيوب» الزعماء الإيرانيين، مستخدمة أحياناً معلومات «مبالغاً فيها»، أو «تتناقض مع تصريحات رسمية أخرى»، بما في ذلك تصريحات لإدارات أميركية سابقة.
وفيما امتنع كل من البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية عن التعليق على هذه الحملة، رفض مسؤول إيراني رفيع المستوى الحملة، قائلاً إن الولايات المتحدة حاولت من دون جدوى تقويض الحكومة منذ الثورة الإسلامية عام 1979، مؤكداً أن «محاولاتهم ستبوء بالفشل مرة أخرى».
وتكفي مراقبة حساب وزارة الخارجية الأميركية باللغة الفارسية على «تويتر» وموقع «شير أميركا» التابع للوزارة، ليقرأ الزائر عدداً من الرسائل التي تنتقد إيران على مدار الشهر الماضي. ويعرّف موقع «شير أميركا» عن نفسه، بأنه «منصة لإطلاق النقاش حول الديموقراطية والقضايا الأخرى». كذلك، فإنّ إيران هي محور أربعة من الموضوعات الرئيسة الخمسة في قسم «التصدي للتطرف العنيف» في الموقع.
كذلك، وجّه بومبيو نفسه حديثه مباشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي وفي خطبه إلى الشعب الإيراني وإلى الإيرانيين في الشتات وإلى عامة الناس على مستوى العالم. ففي 21 حزيران/ يونيو الماضي، نشر بومبيو على «تويتر» صوراً توضيحية بعنوان: «الاحتجاجات في إيران تنتشر»؛ و«الشعب الإيراني يستحق احترام حقوقه الإنسانية»؛ و«الحرس الثوري الإيراني يثرى بينما تكافح الأسر الإيرانية». هذه التغريدات ترجمت إلى اللغة الفارسية، ونشرت على موقع «شير أميركا».
ونقلت «رويترز» عن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، قوله: «ليكنْ واضحاً أننا لا نسعى لتغيير النظام. بل نسعى لتغييرات في مسلك الحكومة الإيرانية»، موضحاً: «نحن ندرك أنّنا ندفع إيران إلى الأخذ ببعض الخيارات الصعبة. فإمّا أن يغيروا أساليبهم أو أن يجدوا صعوبة متزايدة في مواصلة أنشطتهم الخبيثة. ونحن نعتقد أننا نعرض رؤية في غاية الإيجابية لما يمكن أن نحققه وما يمكن أن يتحقق للشعب الإيراني».