لا ينفكّ دونالد ترامب عن شدّ اهتمام الصحافة وروّاد مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقاته السوريالية التي يطلقها منذ انتخابه رئيساً للولايات المتحدة. لكن خلافاً للمرات السابقة، حين كان الرد على تعليقاته يقف عند حدود السخرية فقط، أثار تصريحه الأخير غضب العديد من النشطاء عندما طلب أن يعامَل في بلاده، مثلما يعامل الزعيم كيم جونغ أون في كوريا الشمالية. في حوار غير مخطّط له مع قناة «فوكس نيوز» الأميركية المؤيدة له، قال ترامب إنه مستعد لاستقبال كيم في البيت الأبيض باعتباره رئيس دولة، وإن الأخير «عندما يتكلم، شعبه ينصت ويستمع إليه باهتمام»، وعلّق على ذلك بقوله: «أريد من شعبي أن يعاملني بالطريقة نفسها».
وذكر، أيضاً، أن الرئيس السابق باراك أوباما، أخبره قبل توليه منصبه أن أخطر مشكلة للولايات المتحدة هي برنامج كوريا الشمالية للأسلحة النووية، لذلك قال إنه «حل الجزء الأكبر» من تلك المشكلة، وإن علاقته بالزعيم الكوري جيدة.


تعليق ترامب شدّ اهتمام الصحافيين الذين سألوه، في وقتٍ لاحق، عمّا كان يقصده من قوله ذلك، فأجاب: «أنا أمزح، أنتم لا تعرفون روح الفكاهة». وكان هذا نموذجاً جديداً لمزحة يلقيها ترامب عن زعماء أقوياء تثير تكهنات بين منتقديه بأنه معجب بأسلوب الحكام المستبدين، خصوصاً أن ملامحه اتّسمت بالجدية. كذلك، إن «مزحته» الأخيرة أعادت إلى الأذهان تصريحاً ساخراً آخر أدلى به ترامب في آذار/مارس الماضي خلال عشاء خاص مع مانحين، عندما أشار إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينغ لم يعد مقيداً بعدد فترات رئاسية. وقال حينها: «رئيس مدى الحياة؟ يبدو ذلك جيداً. ربما يتعين علينا تجربة هذا». وقد جلب له هذا التعليق انتقادات عديدة داخل الولايات المتحدة، ممّا دفعه للتصريح وقتذاك بأنه «يمزح»، وقال: «لقد كنت أمزح بخصوص الرئاسة مدى الحياة».
وفي شباط/فبراير الماضي، صرّح ترامب أمام حشد بأن الديموقراطيين في الكونغرس «خونة» لأنهم لم يصفقوا بعدما ألقى خطاباً عن حالة الاتحاد. وفي وقتٍ لاحق، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، إن الرئيس لم يكن يقصد الإهانة، وإنه «كان يمزح بتعليقاته».