خرجت «قمة سنغافورة» بوثيقة «شاملة» لكنّها مبهمة، تعهدت كوريا الشمالية بموجبها بنزع السلاح النووي، فيما تعهّدت الولايات المتحدة بتوفير ضمانات أمنية لبيونغ يانغ.عند الساعة التاسعة من صباح اليوم بتوقيت سنغافورة، تصافح الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والكوري الشمالي كيم جونغ أون، في مشهد تابعه الملايين حول العالم. بعد دقائق من المصافحة، أعرب ترامب عن قناعته بأنّ «علاقة رائعة» ستجمعه بكيم. وقال: «ينتابني شعور عظيم حقاً. سنجري نقاشاً رائعاً وسنحقق نجاحاً كبيراً. هذا شرف لي، وسنقيم صداقة رائعة، ليس لديّ شكّ في هذا».
على مدى خمس ساعات جرى أولاً لقاء ثنائي جمع ترامب وكيم لمدة أربعين دقيقة، قبل أن ينتقلا إلى اجتماع ثانٍ بحضور مساعديهما، تلاه غداء عمل.
حضر كيم برفقة مساعده كيم يونغ شول الذي زار البيت الأبيض أخيراً، والعديد من المسؤولين من الحزب الحاكم بينهم شقيقته كيم يو جونغ.
وتشكل هذه القمة بالنسبة إلى ترامب أحد أهم لحظات رئاسته على الساحة الدولية، بعدما أثار خلافات مع العديد من القادة الدوليين، وآخرها مع حلفائه في مجموعة السبع.


«فيلم خيال علمي»
في مستهل اللقاء الثنائي الذي اقتصرت المشاركة فيه على المترجمين الفوريين، قال كيم مخاطباً ترامب: سعيد بلقائكم سيدي الرئيس. الطريق للوصول إلى هنا لم يكن سهلاً. الأحكام المسبقة القديمة والعادات العتيقة شكلت عقبات كثيرة، ولكننا تجاوزناها كلها من أجل أن نلتقي اليوم هنا». وأضاف «أعتقد أنّ العالم كلّه يتابع هذه اللحظة. الكثيرون في العالم سيعتقدون أن هذا مشهد... من فيلم خيال علمي».
وقبل التوقيع على الوثيقة التي وصفها ترامب بأنّها «خطاب شامل»، قال كيم إنه عقد اجتماعاً تاريخياً مع ترامب، وقرّرا «طي صفحة الماضي»، مضيفاً أن «العالم سيشهد تغييراً كبيراً».
ورداً على سؤال من أحد الصحافيين حول سير الاجتماع، قال ترامب: «جيد جداً. جيد جداً جداً. علاقة جيدة».
ولدى سؤال ترامب حول نزع الأسلحة النووية، النقطة الأبرز في القمة، ردّ بالقول «لقد باشرنا العملية»، مضيفاً أنها «ستبدأ سريعاً جداً».
ولا تأتي الوثيقة على ذكر المطلب الأميركي «بنزع الأسلحة النووية بصورة كاملة يمكن التحقق منها ولا عودة عنها»، لكنّها تؤكّد التزاماً بصيغة مبهمة، بحسب النص. وجاء فيها أنّ «الرئيس ترامب تعهّد بتقديم ضمانات أمنية» لكوريا الشمالية. كما تشير الوثيقة إلى تعهد الجانبين بإقامة علاقات جديدة بين واشنطن وبيونغ يانغ.
واتّفق الجانبان على أن تتبع القمة مفاوضات يقودها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ومسؤول كوري شمالي رفيع المستوى.
وبعد توقيع الوثيقة، أكد الرئيس الأميركي أنه مستعد لدعوة نظيره الكوري الشمالي للقيام بأول زيارة إلى البيت الأبيض، وقال: «سنلتقي في كثير من الأحيان».
في مؤتمره الصحافي الذي أعقب القمّة، أكّد ترامب أنه سيوقف المناورات الحربية السنوية مع سيول «ما سيوفّر علينا مبالغ طائلة»، مشيراً إلى أنه يريد سحب قواته من الجنوب «في مرحلة ما». ومضى يقول: «بما أننا في طور التفاوض حول اتفاق شامل إلى حد كبير، أعتقد أنه من غير المناسب أن نواصل المناورات».
كذلك، أعلن أنّ العقوبات على كوريا الشمالية ستظلّ قائمة في الوقت الراهن، لكنّه يعتزم رفعها في أقرب فرصة.
وقّع الجانبان على وثيقة «شاملة» لا تزال تفاصيلها مبهمة (أ ف ب )


نص البيان المشترك:
عقد الرئيس دونالد جيه. ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأميركية، والرئيس كيم جونغ أون، رئيس لجنة شؤون الدولة في جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية، قمة تاريخية، هي الأولى من نوعها، في سنغافورة يوم 12 حزيران/ يونيو 2018.
وقد أجرى الرئيسان ترامب وكيم جونغ أون تبادلاً شاملاً معمَّقاً وصادقاً للآراء في القضايا المتعلّقة بإقامة علاقات جديدة بين الولايات المتحدة وجمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية، وإقامة نظام سلام دائم وقوي في شبه الجزيرة الكورية. وتعهّد الرئيس ترامب بتقديم ضمانات أمنية لجمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية، وجدّد الرئيس كيم جونغ أون التزامه الثابت والحاسم بنزع السلاح النووي بالكامل من شبه الجزيرة الكورية.
واقتناعاً من الرئيس ترامب والرئيس كيم جونغ أون بأنّ إقامة العلاقات الجديدة بين الولايات المتحدة وجمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية ستسهم في تحقيق السلام والازدهار في شبه الجزيرة الكورية والعالم، واعترافاً منهما بأن بناء الثقة المتبادلة يمكن أن يشجّع على نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، فإنهما يؤكّدان ما يأتي:

1. تلتزم الولايات المتحدة وجمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية بإقامة علاقات جديدة بين البلدين بما يتفق ورغبة شعبي البلدين في السلام والازدهار.
2. الولايات المتحدة وجمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية ستوحدان جهودهما لإقامة نظام سلام دائم ومستقر في شبه الجزيرة الكورية.
3. تأكيداً لإعلان بانمونجوم الصادر في 27 نيسان/ أبريل 2018، تتعهّد جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية بالعمل من أجل نزع السلاح النووي بالكامل من شبه الجزيرة الكورية.
4. تتعهد الولايات المتحدة وجمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية بإعادة رفات أسرى الحرب/ المفقودين في العمليات، بما في ذلك إعادة الرفات التي تم التعرف إلى أصحابها على الفور.

وإقراراً منهما بأنّ القمة التي جمعت الولايات المتحدة وجمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية ــ الأولى في التاريخ ــ هي حدث تاريخي ينطوي على أهمية كبرى في التغلّب على عقود من التوترات والعداوات بين البلدين ويبشر بمستقبل جديد، يتعهّد الرئيس ترامب والرئيس كيم جونغ أون بتطبيق البنود الواردة في هذا البيان المشترك بالكامل وبشكل عاجل. وتتعهّد الولايات المتحدة وجمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية بإجراء مفاوضات متَابعة يقودها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ومسؤول رفيع المستوى مناسب من جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية في أقرب موعد ممكن، وذلك لتطبيق نتائج قمة الولايات المتحدة وجمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية.
يتعهد الرئيس دونالد جيه. ترامب والرئيس كيم جونغ أون التعاون من أجل تطوير علاقات جديدة بين الولايات المتحدة وجمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية وتعزيز السلام والازدهار والأمن في شبه الجزيرة الكورية والعالم.
(أ ف ب )