تطرّق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في حواره السنوي اليوم عبر الخط المباشر مع المواطنين إلى مواضيع عديدة، أبرزها الوجود العسكري الروسي في سوريا، وحرية التعبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك الوضع الاقتصادي. يأتي هذا الحوار بعد شهرين من انتخابه رئيساً لولاية رابعة، وقبل أسبوع من مباريات كأس العالم لكرة القدم التي ستضع روسيا في الواجهة، في ظلّ علاقةٍ متوترة مع الغرب.هذه أبرز العناوين التي تحدّث عنها.

عن سوريا:
أكد الرئيس الروسي أنّ بلاده لا تنوي حالياً سحب قواتها المنتشرة في سوريا، وأن العملية العسكرية الجارية على الأرض السورية تهدف إلى حماية مصالح المواطنين الروس. جاء ذلك في رده على سؤال المواطنين بشأن الحدود الزمنية لوجود القوات الروسية في سوريا، وهذا أبرز ما أجاب به:
استخدام قواتنا المسلحة في الظروف القتالية يمثّل خبرة فريدة من نوعها وآلية مميزة لتطوير قدرات جيشنا، ولا يمكن مقارنة أي نوع من التدريبات العسكرية مع استخدام القوات في الظروف القتالية
نفهم أن استخدام القوات المسلحة في الظروف القتالية أمر يؤدي إلى خسائر في الأرواح، ولن ننسى خسائرنا أبداً، ولن نترك عائلات زملائنا الذين لم يعودوا إلينا من الأرض السورية
أودّ التذكير بأن آلاف المسلحين المنحدرين من روسيا ودول آسيا الوسطى، التي لا تخضع حدودها معنا للسيطرة الكاملة، احتشدوا في أراضي سوريا، والتعامل معهم والقضاء عليهم هناك كان أفضل من مواجهتهم بالأسلحة هنا
أعمال العسكريين الروس مكَّنت من إحلال الاستقرار في داخل سوريا بالذات
سوريا ليست ميداناً لتجربة الأسلحة الروسية التي تُستخدَم للقضاء على الإرهابيين
الحديث عن وجود عسكريينا في سوريا لا يدور عن مجرّد مجموعة عسكرية منتشرة في البلاد، بل عن موقعين للمرابطة، واحد في ميناء طرطوس البحري، والثاني جوي يقع في مطار حميميم، وذلك بموجب اتفاق مع الحكومة السورية، وعلى أساس القوانين الدولية
في الوقت الراهن، لا نخطط لسحب هذه الوحدات
روسيا لا تقيم منشآت طويلة الأمد في موقعي مرابطة قواتها بطرطوس وحميميم، وهما ليسا قاعدتين للجيش الروسي في سوريا
نستطيع، عندما تطلب الضرورة، سحب جميع عسكريينا من سوريا في فترة سريعة، بما فيه الكفاية ودون أي خسائر مادية
في الوقت الراهن، ثمة حاجة إلى وجودهم هناك لأنهم ينفذون في هذه البلاد مهمة في منتهى الأهمية تشمل ضمان أمن روسيا في هذه المنطقة ومراعاة مصالحنا في المجال الاقتصادي هناك
الأجندة الأساسية في سوريا تتمثّل حالياً بتسوية الأزمة من خلال الطرق الدبلوماسية، والعمليات القتالية الواسعة النطاق، وخاصة باستخدام القوات المسلحة الروسية، توقّفت ولا ضرورة لتنفيذها
إن عسكريينا منتشرون هناك من أجل ضمان مراعاة مصالح روسيا في هذه المنطقة ذات الأهمية الحيوية والتي تقع قريباً جداً منّا، وسيستمر وجودهم هناك ما دام ذلك مفيداً بالنسبة إلى روسيا وإلى تطبيق التزاماتنا الدولية

عن قضية سكريبال:
قال بوتين إنّ روسيا تريد من السلطات البريطانية السماح لها بالوصول إلى مواطنيها، في إشارة إلى يوليا سكريبال، التي تقول بريطانيا إنها ناجية من هجوم بغاز للأعصاب. أضاف أن روسيا تطلب فرصة المشاركة في التحقيق في تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا، مؤكداً أنه لو كان غاز للأعصاب ذو استخدامات عسكرية قد استُخدم في الهجوم، لكانا قد لقِيا حتفهما على الفور.
من جهةٍ ثانية، أكّد بوتين أن رجال الأعمال الروس يتعرضون للاضطهاد في دول مثل بريطانيا، وأن حالهم سيكون أفضل في روسيا، وكذلك حال أصولهم. قال إنّه نصح رجال الأعمال بالإبقاء على أصولهم في روسيا، مضيفاً أن الضغوط التي يواجهها رجال الأعمال الروس تقوّض الثقة في الدول الغربية.

عن الاقتصاد الروسي:
أكد بوتين أن الاقتصاد الروسي قد دخل مرحلة النمو المستدام، حيث إنّ «قطاعَي الصناعة والزراعة آخذان في النمو، وهذا يشير إلى أنّ لدى روسيا المقومات اللازمة للتنمية الاقتصادية». تابع قائلاً إنّ الاقتصاد الروسي قد سلك «مساراً مستقيماً» بما يخدم تحقيق أهداف الحكومة في الحد من معدل الفقر إلى النصف.
أضاف أن «هناك عدداً معيناً من المشاكل تحتاج إلى معالجة»، فيما تحدّث أيضاً عن إجراءات إضافية «لمكافحة الاحتكار على مراقبة أسعار» الوقود.

عن العلاقة النفطية مع كردستان العراق:
دافع الرئيس الروسي عن دور بلاده في قطاع الطاقة في كردستان العراق، قائلاً إنه يتماشى مع القانون ولا يستهدف إثارة الخلاف بين الإقليم وبغداد، علماً بأن شركة النفط الروسية العملاقة «روسنفت» المملوكة للدولة وقّعت الشهر الماضي اتفاقاً لمساعدة كردستان العراق على تطوير احتياطات الغاز ومدّ خط أنابيب لنقله بما يعزز هيمنة الشركة في قطاع الطاقة بالإقليم العراقي.

عن الانتخابات الأميركية:
وصف بوتين المزاعم حول تأثير روسي على الانتخابات الأميركية عام 2016 بأنها «هراء تماماً». أضاف أن التدخل الروسي المحتمل في العملية الانتخابية في الولايات المتحدة «لا يمكن إلا أن يسمى أنه مزحة».

عن حرية الإنترنت:
أوضح الرئيس الروسي أنه لا يوجد خطط لإغلاق مواقع التواصل أو تقييد الحريات على الإنترنت في روسيا، لكن هناك حاجة إلى «حل متحضّر» لجعل الشبكة العنكبوتية أكثر أماناً.
أضاف أن المتشددين الإسلاميين استخدموا خدمات الرسائل المشفرة على الإنترنت مثل تطبيق «تليغرام» في تنفيذ هجمات في روسيا.
أكّد في الوقت نفسه أن الحكومة لا تعتزم إغلاق مواقع التواصل الاجتماعي، لكنها تسعى للعمل على استخدام أحدث وسائل التكنولوجيا لمحاربة الخروج عن القانون عبر الإنترنت، دون التعرض لحرية المواطنين في استخدام وسائل التعبير.