بات من المحتمل إلغاء القمة المنتظرة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية في 12 حزيران/ يونيو المقبل، بعد تهديد بيونغ يانغ بذلك، على خلفية المناورات العسكرية المشتركة التي تقوم بها كوريا الجنوبية والولايات المتحدة على الحدود بين الكوريتين، فضلاً عن تذكيرها بـ«النموذج الليبي». وعزّز هذا الاحتمال تعليق الشمال محادثاته مع الجنوب، والمستمرة منذ انعقاد القمة التاريخية بين البلدين، في 27 نيسان/ إبريل الماضي.
المناورات محاكاة للغزو
هددت كوريا الشمالية بإلغاء القمة التي ينتظرها العالم بين رئيسها كيم جونغ أون والرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي تستضيفها سنغافورة، بسبب المناورات العسكرية الأميركية الكورية الجنوبية «ماكس ثاندر». وبحسب وكالة الأنباء المركزية في كوريا الشمالية، قالت الأخيرة إن الولايات المتحدة «عليها التفكير ملياً بخصوص مصير القمة المخطط لها بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية في ضوء هذه المناورات العسكرية الاستفزازية»، مضيفةً هناك «حدود لحجم النوايا الحسنة والفرص التي بوسعنا تقديمها». واعتبرت الوكالة أنّ المناورات بين الحليفين «محاكاة لمحاولة غزو واستفزاز» في وقت بدأت العلاقات بين الكوريتين في التحسن، وأنها «تحدٍّ صارخ لإعلان بانمونغون قبل أن يجفّ الحبر الذي كتب به».
بالإضافة إلى المناورات، تبدو بيونغ يانغ مستاءة من التصريحات الأميركية التي تتمحور حول التخلي من جانب واحد عن السلاح النووي. في هذا السياق، قال النائب الأول لوزير الشؤون الخارجية، كيم كاي جوان، إنه في حال أقدمت إدارة ترامب على «التضييق علينا ومطالبتنا من جانب واحد بالتخلي عن السلاح النووي، فلن نبدي اهتماماً بالمحادثات وسيتعيّن علينا إعادة النظر في ما إذا كنا سنقبل بالقمة المقبلة بين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والولايات المتحدة».
وأضاف كيم «لقد أعربنا بالفعل عن استعدادنا لجعل شبه الجزيرة الكورية خالية من الأسلحة النووية، وأعلنّا مراراً أنه يتعيّن على الولايات المتحدة أن تضع حداً لسياستها العدائية تجاه كوريا الشمالية ولتهديداتها النووية، كشروط مسبقة». وردّاً على تصريح مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون عن «النموذج الليبي» لجعل كوريا الشمالية خالية من الأسلحة النووية، قال كيم إن هذه «محاولة شريرة للغاية لإخضاع كوريا الشمالية لمصير ليبيا والعراق»، متابعاً «لا يمكنني كبح جماح غضبي من هذه السياسة الأميركية»، كما أشار إلى أنّ بيونغ يانغ «تشك في أن الولايات المتحدة تريد فعلاً تحسين العلاقات مع كوريا الشمالية من خلال الحوار والتفاوض».


تعليق المحادثات مع سيول
قالت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية، إن بيونغ يانغ ألغت أيضاً محادثات رفيعة المستوى مع سيول بسبب المناورات العسكرية. كذلك، قالت وزارة التوحيد الكورية الجنوبية المكلّفة إدارة العلاقات مع كوريا الشمالية، إنها تلقت خطاباً «باسم رئيس الوفد (الكوري الشمالي) ري سون غوان تفيد بأنهم يؤجلون المحادثات الرفيعة المستوى إلى أجل غير مسمى». وتابعت الوزارة «وبناء عليه، لن تتم المحادثات الرفيعة المستوى اليوم، وستقوم الحكومة بالرد بعد مشاورات بين الوكالات المعنية» في كوريا الجنوبية. واعتبرت الوزارة أن قرار كوريا الشمالية اليوم تعليق المحادثات «يدعو للأسف ولا يتفق مع إعلان بانمونغون»، داعيةً كوريا الشمالية إلى العودة سريعاً إلى المحادثات، مع العلم أنه سيتم إرسال بيان رسمي إلى كوريا الشمالية اليوم. المناورات محطّ الخلاف، بدأت في 11 من الشهر الجاري، وتستمر أسبوعين كما من المفترض أن تشارك فيها حوالى مئة طائرة.
وأعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، في بيان، أن «ماكس ثاندر هي تدريبات منتظمة كانت مقررة قبل وقت طويل من ورود مشروع القمة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية».


واشنطن: مستمرون في الإعداد للقمة
من جهتها، أكدت الولايات المتحدة أمس، أنها مستمرة في التحضير للقمة المرتقبة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، هيذر ناورت، أن «واشنطن لم تتلقّ أي بلاغ» بتغيير موقف كوريا الشمالية. لكن ناورت نفت أن تكون هذه المناورات استفزازاً، بقولها إن «كيم جونغ أون قال إنه يتفهم أهمية هذه المناورات (المشتركة) للولايات المتحدة. المناورات مستمرة». وشددت المتحدثة على أن «المناورات التي نقوم بها ليست مستفزة، وقد قمنا بها لسنوات طويلة مع حلفائنا».
وأضافت «رأينا عدداً من المؤشرات الإيجابية من كوريا الشمالية، منها إطلاق سراح الأميركيين الثلاثة الذين كانوا محتجزين لديها»، مشيرة إلى أن تلك الخطوة هي «في الاتجاه الصحيح، ونريد أن يستمر العمل».