في وقتٍ تواصل فيه الإدارة الأميركية التحضيرات للقمة المنتظرة بين واشنطن وبيونغ يانغ والتي لم يُحدَّد موعد نهائي لها بعد أو مكان لانعقادها، مضى الرئيس الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، في المسار الإيجابي المتواصل منذ أسابيع، إذ وعد بدعوة خبراء أميركيين وصحافيين للتحقّق من إغلاق موقع التجارب النووية في كوريا الشمالية الشهر المقبل. وعدُ كيم جاء خلال القمة التاريخية التي جمعت زعيمي الكوريتين أول من أمس، في المنطقة العازلة على الحدود بين البلدين.
خبراء أميركيون في بيونغ يانغ؟
خلال القمة التي تعهّد كيم ونظيره الكوري الجنوبي مون جاي إن فيها العمل على إزالة الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية وإرساء سلام دائم هناك، صرح كيم بأنه سيُغلق موقع التجارب النووية في بلاده في أيار/ مايو المقبل. وبناءً على هذا الإجراء، سيُدعى خبراء من كوريا الجنوبية ومن الولايات المتحدة «للكشف للمجتمع الدولي بشفافية»، بحسب المتحدث باسم الرئاسة في كوريا الجنوبية.
وكانت وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية قد أكدت قبل انعقاد القمة أن بيونغ يانغ ستوقف «فوراً» الاختبارات النووية والصاروخية، وستغلق موقعها لإجراء التجارب النووية، وستسعى بدلاً من ذلك إلى تحقيق نمو اقتصادي وإرساء السلام.
في السياق ذاته، نقل المستشار الإعلامي لرئاسة كوريا الجنوبية، يون يونغ تشان، عن الرئيس الكوري الشمالي قوله: «ستعرف الولايات المتحدة، برغم عدائها المتأصّل لكوريا الشمالية أنني بمجرد بدء محادثاتنا لن أكون الشخص الذي يستخدم أسلحة نووية ضد الجنوب أو الولايات المتحدة عبر المحيط الهادي». وأضاف: «ليس هناك ما يدعونا إلى امتلاك أسلحة نووية، ونحن نعاني صعوبات، وذلك إذا قامت ثقة متبادلة مع الولايات المتحدة عبر اجتماعات متكررة من الآن فصاعداً، وإذا كان هناك تعهد بإنهاء الحرب وعدم الاعتداء». وقال المستشار الإعلامي للرئيس الكوري الجنوبي إن وعد كيم يظهر استعداده «الاستباقي والفعّال» لقبول أن تصبح جهود التفتيش جزءاً من عملية نزع السلاح النووي.
ولتسهيل التعاون عبر الحدود مستقبلاً، تعهّد كيم بإلغاء المنطقة الزمنية التي أعلنتها بيونغ يانغ عام 2015، وقال إن الشمال سيقدم ساعته 30 دقيقة ليتزامن توقيته مع توقيت كوريا الجنوبية.
ذلك بالإضافة إلى أن كيم جدّد التأكيد أنه لن يستخدم القوة العسكرية مع الجنوب، مشيراً إلى الحاجة لآلية مؤسسية لمنع التصعيد غير المقصود.


قمة واشنطن ــ بيونغ يانغ خلال شهر
تضاربت الأنباء بشأن موعد القمة المرتقبة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، فبعدما أعلنت الإدارة الأميركية أن القمة ستنعقد خلال الأسبوع المقبل، صرّح ترامب يوم أمس، بأن الاجتماع مع نظيره الكوري الشمالي «قد يُعقد خلال الأسابيع الثلاثة أو الأربعة المقبلة». وأعلن ترامب يوم أمس، أن التحضيرات «تسير بنحو جيد جداً» استعداداً للقمة.
وخلال تجمع انتخابي في ولاية ميشيغن، ذكّر ترامب بالانتقادات التي وجهها إليه منتقدوه الأميركيون عندما بلغ التوتر مع كيم جونغ أون ذروته وتبادل الرجلان الإهانات الشخصية والتهديدات بالحرب بنحو شبه يومي، قائلاً: «هل تتذكرون ما قالوه؟ سيغرقنا في حرب نووية»، ليضيف: «كلا، القوة ستحفظنا من حرب نووية، ولن تغرقنا فيها». وبرغم تعبيره عن التفاؤل بالقمة المنتظرة، قال ترامب: «أكرر، ما سيحدث سيحدث. أستطيع أن أذهب. قد لا ينجح الأمر، وفي هذه الحالة سأرحل».
وعلى الرغم من الأجواء الإيجابية التي تحيط بالملف الكوري الشمالي، شدد ترامب على ضرورة مواصلة انتهاج سياسة الضغط على كوريا الشمالية، بالتوازي مع استمرار استخدام القنوات الدبلوماسية لحل أزمة شبه الجزيرة الكورية. جاء ذلك خلال اتصالين هاتفيين أجراهما ترامب مع نظيره الكوري الجنوبي مون جاي إن، ورئيس الوزراء الياباني شينزوا آبي يوم أمس. وبحسب البيت الأبيض، أشار ترامب ومون إلى أن سياسة الضغط التي تمارسها واشنطن على كوريا الشمالية، دفعت بيونغ يانغ إلى قبول نهج التفاوض والمحادثات لحل الأزمة القائمة في شبه الجزيرة الكورية. كذلك، أكد ترامب ومون أنّ نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية نزعاً كاملاً، سيجلب للمنطقة السلام والرخاء.


واشنطن ملتزمة «الدفاع عن سيول»
في هذا الوقت، أكد وزير الخارجية الأميركي الجديد، مايك بومبيو، أنه أجرى «محادثة جيدة» مع كيم حين زار كوريا الشمالية سرّاً في عطلة عيد الفصح الأخير. بومبيو الذي نُشرت صور تجمعه بكيم قبل يومين، قال إن الرئيس الكوري الشمالي مستعد لوضع خريطة من شأنها مساعدتنا في تحقيق هدف نزع السلاح النووي. تصريحات بومبيو جاءت في مقابلة مع شبكة «إيه بي سي نيوز» الأميركية، ستُبث اليوم.
من جهته، أجرى وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، مكالمة مع نظيره الكوري الجنوبي سونغ يونغ مو، بحثا خلالها في القمة المقبلة. الوزيران أعربا عن التزامهما الجاد بإيجاد حل دبلوماسي يحقق نزع أسلحة كوريا الشمالية بالكامل «يُمكن التحقق منه ولا عودة عنه»، بحسب البنتاغون الذي قال إن ماتيس جدد تأكيد «التزام الولايات المتحدة الأكيد في الدفاع عن كوريا الجنوبية باستخدام كامل القدرات الأميركية».