قدم المرشح لمنصب وزير الخارجية، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي)، مايك بومبيو، رؤيته لأهم محاور السياسة الخارجية لبلاده، يوم أمس، خلال جلسة استماع أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ. وطرح أعضاء اللجنة المؤلفة من 11 جمهورياً و10 ديموقراطيين، أسئلة على بومبيو حول روسيا، وإيران، وسوريا، وكوريا الشمالية، في وقت يُعرف فيه المرشح بأنه من «صقور الحرب»، كما اعتُبِر ترشيحه للمنصب خلفاً لريكس تيلرسون، مؤشراً على نية الرئيس الأميركي التخلي عن الاتفاق النووي مع إيران.
بصفته رئيساً لوكالة الاستخبارات المركزية، وافق عليه مجلس الشيوخ إذ صوّت له الجمهوريون إضافة إلى 14 ديموقراطياً. ذلك على رغم معارضة الجمهوري، راند بول، لتعيين بومبيو بسبب دعمه للحرب في العراق و«عدوانيته» تجاه إيران.

سوريا دولة فاشلة
في الشأن السوري، قال بومبيو خلال جلسة الاستماع، إن الهدف في هذا البلد هو «تشكيل فترة ما بعد (الرئيس بشار) الأسد يوماً ما»، معتبراً أن هناك هدفاً آخر هو «الوصول إلى نتيجة ديبلوماسية مستقرة تمكننا من إنهاء العنف»، وبهذا الشكل يتمكن الشعب السوري من إدارة نفسه بنفسه.
خلال إفادته، وصف بومبيو الذي قال مستشار الأمن القومي لترامب (جون بولتون) إنه «صديقه»، سوريا بـ«الدولة الفاشلة»، مؤكداً أنّها «تمثل خطراً على حقوق الإنسان والأمن القومي الأميركي، والاستقرار في المنطقة، وتستحق رداً قاسياً جداً».
ورداً منه على سؤال حول ضرورة أخذ ترامب موافقة الكونغرس في حال اعتزامه توجيه ضربة لسوريا، قال بومبيو إن «هذا القرار من حقّ ترامب».

تعديل الاتفاق النووي
تعهّد بومبيو في إفادته بالعمل مع حلفاء الولايات المتحدة لتحسين الاتفاق النووى مع إيران، مؤكداً البدء فوراً بإزالة عيوب خطة العمل الشاملة المشتركة. هذا الأمر أمل بومبيو في مناقشته مع الحلفاء الأوروبيين خلال الاجتماع الوزاري للسبع الكبار في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، وفي الاجتماع الوزاري لحلف شمال الأطلسي في وقت لاحق من الأسبوع نفسه. ورداً على سؤال حول ما إذا كانت إيران ملتزمة بخطة العمل الشاملة المشتركة المذكورة، قال بومبيو: «لم أرَ أيّ دليل على عدم التزامها». كما رأى بومبيو أنه في حال عدم التمكن من تعديل الاتفاق النووي، «سنقترح على الرئيس عقد اتفاق جديد في هذا الشأن»، مشدداً على ضرورة تبنّى خطط طويلة الآجال ضد إيران.
وأوضح أن الاتفاق النووي الحالي مع طهران يعرقل اتخاذ أي مواقف ضدّ إيران في العديد من الموضوعات المختلفة، معتبراً أن هذا الاتفاق لا يجب أن يكون سبباً «في عدم تدخلنا بمواضيع مثل هجماتها الإلكترونية، ودعمها الحوثيين بالصواريخ من أجل الهجوم على السعودية».

«قتلنا 200 روسيّ في دير الزور»

خلال جلسة الاستماع، تطرّق بومبيو إلى الغارات التي شنّتها واشنطن على محافظة دير الزور في شباط الماضي، قائلاً إنه قُتل جراءها «200 من الروس» (من الشركة الأمنية الروسية «فاغنر»)، في أكبر حصيلة من نوعها تعلنها السلطات الأميركية. وكانت واشنطن قد أعلنت في 7 شباط الماضي، أنها قتلت في غارات جوية مئة مقاتل «على الأقل»، من الجيش السوري والقوات الموالية لها في محافظة دير الزور، وقالت إن ذلك كان رداً على هجوم على مقر مسلحين أكراد وعرب سوريين مدعومين من الولايات المتحدة.

تشديد العقوبات على روسيا
في شأن العلاقات مع روسيا، أكد بومبيو عزمه تشديد العقوبات ضدها. وقال في السياق نفسه، أمامنا المزيد من العمل وفقاً لقانون «التصدي لخصوم أميركا من خلال العقوبات»، مضيفاً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يتلقَّ إلى حد كاف «رسالة الحزم» من جانب واشنطن. وتابع في هذا الإطار أن السياسة المعتدلة إزاء موسكو انتهت. كذلك، ربط بومبيو تدهور العلاقات بين واشنطن وموسكو بـ«التصرفات السيئة لروسيا»، متعهداً في سياق متصل ببذل جهود من أجل إنكار تبعية القرم لروسيا.
دعم ترامب في شأن كوريا الشمالية
رداً على سؤال حول كوريا الشمالية، نفى بومبيو أن يكون مؤيداً لتغيير النظام هناك، قائلاً إنه يكتفي بضمان الوصول الى مسار يكون فيه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون «غير قادر على تهديد الولايات المتحدة بسلاح نووي». كما أعرب عن دعمه للتصريحات التي أدلى بها ترامب من قبل في شأن كوريا الشمالية، مضيفاً أن مواقف الرئيس في هذا الصدد واضحة ومعروفة. وأضاف في هذا الإطار: «من الممكن أن تأتي أيام نراهم فيها يضربون الولايات المتحدة بأسلحتهم النووية، لذلك قال الرئيس إن الطرق الديبلوماسية وقوة السياسة الخارجية الأميركية غير كافية للحيلولة دون ذلك».
أما في ما يتعلق بالصين، فأمل بومبيو بشراكة «مثمرة أكثر»، وذلك في ظل تهديد ترامب بحرب تجارية مع الصين.