اتفق قادة أكبر اقتصادات العالم عقب انتهاء قمة مجموعة العشرين، في الصين، أمس، على تنسيق سياسات الاقتصاد الكلي ومقاومة الحماية التجارية، من دون مقترحات ملموسة تذكر لمواجهة التحديات المتنامية للعولمة والتجارة الحرة، فيما هيمن على القمة تصاعد التيارات الشعبوية وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والحرب في سوريا.
وافق قادة الدول المشاركة في القمة على معارضة الحماية التجارية
ووافق قادة الدول المشاركة في القمة التي استمرت يومين في مدينة هانغتشو الصينية على معارضة الحمائية التجارية. وجدد البيان الختامي «معارضة كل أشكال الحمائية في مجالي التجارة والاستثمار»، فيما لم يسبق لقادة المجموعة أن تبنّوا هذا العدد من الإجراءات الجديدة لتقييد المبادلات التجارية، في وقت لا تزال فيه زيادة المبادلات التجارية على المستوى الدولي تتحرك تحت 3 بالمئة سنوياً.
من جهته، حث الرئيس الصيني، شي جين بينغ، الاقتصادات الكبرى على دفع النمو عبر الابتكار، لا عبر التدابير المالية والنقدية فقط. وقال: «نهدف إلى إحياء محركات نمو التجارة العالمية والاستثمار»، مضيفاً «سندعم آليات التجارة المتعددة الأطراف ونعارض الحماية التجارية لدرء تراجع التجارة العالمية». من جهته، قال البيت الأبيض في بيان إن مجموعة العشرين دعت إلى تشكيل منتدى عالمي لاتخاذ خطوات لمعالجة الطاقة الفائضة لإنتاج الصلب. أما رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، التي تحضر أول قمة لها في المجموعة، فقالت إن الحكومات بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لكي تستفيد الطبقة العاملة من الفرص التى تخلقها التجارة الحرة. وأضافت أن «المناقشة تتعلق أساساً بكيف نبني اقتصاداً يعمل من أجل الجميع».
من جهة ثانية، أكدت المجموعة، التي تمثل 85 بالمئة من إجمالي الناتج الداخلي للعالم وثلثي سكانه، تصميمها على محاربة «الهجمات الشعبوية» على العولمة عبر مزيد من الاتصال بشأن منافع التبادل الحر، وفق المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد. وعن رفض ألمانيا وفرنسا اتفاق الشراكة العابرة للأطلسي مع الولايات المتحدة، ذكّرت المفوضية الأوروبية بأنها لا تزال مفوضة مواصلة التفاوض بشأن هذا الاتفاق، لكن الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، كرر موقف باريس التي تعتبر مشروع الاتفاق غير متوازن وغير «واضح».
ولم يغفل البيان الختامي الإشارة إلى بكين التي تخضع لعقوبات أوروبية وأميركية لاتهامها بإغراق العالم بالسلع. فقد أقر البيان «بالآثار السلبية على التجارة والعمال» للإغراق الصناعي، وندد بـ«دعم ومساعدات الدول» التي تؤدي إلى «تشوهات» في السوق.

(الأخبار، أ ف ب، رويترز)