زوارة الليبية: رسائل التنوع والسلم

  • 0
  • ض
  • ض

زوارة | في الوقت الذي تعلو فيه أصوات البنادق في ليبيا من كل صوب، يبعث أهالي مدينة زوارة "أصواتاً تُنادي بالسلام والتنوع وتقبل الآخر ونبذ العنف ونشر ثقافة الحوار والاختلاف".

تلك كانت رسالة "مهرجان التنوع الثقافي"، الذي أقيم يوم السبت الماضي في المدينة "التي يطغى فيها الأمازيغ ويُعرفون بالاتويلول، وهم من مُكونات الشعب الليبي ذات الخُصوصية الثقافية واللغوية، إذ يتحدثون اللغة الامازيغية (تمازيغت) التي تكتب بحروف تسمى التيفيناغ"، وفق ما يشرح المنظمون.
مهند دهان، وهو رئيس المهرجان وعضو جمعية "حراك اتويلول" التي نظمت المهرجان، يقول إن "هذا اليوم العالمي نظمته اليونسكو ويحتفل به العالم، لكن للمرة الأولى يحدث بهذا التنوع في ليبيا... سواء على المستوى الداخلي الذي يجمع الثقافات من الامازيغ والطوارق والتبو، أو على المستوى الدولي، إذ استضاف المهرجان عدة ممثلين لدول من بينها الفلبين والهند والمغرب والجزائر".
روث كارول التي شاركت كممثلة للجالية الهندية التي تعيش في ليبيا، قالت: "نحن في الهند نسمع كثيرا عن ليبيا وعن انعدام السلام الذي تعانيه، لكن انا أعيش في زوارة وأسأل: أين هي الحرب؟". وأبدت روث اعتقادها بأنه "لا وجود لها (للحرب في المدينة)، وخاصة في ظل إقامة مثل هذه الأنشطة"، مضيفة أنّ "هذا اليوم موجه لمن لا يتقبل الآخر، ولمن يتوج لغة الحرب والعنف بدل لغة الحوار والتنوع".
"إنّ التحديات كانت كبيرة، لكن الإرادة والعزيمة، إضافة الى الدعم الذي تحصلنا عليه، كانا عاملين جعلانا كشباب المدينة نواجه التحديات، فبرغم ما تشهده البلاد من حرب ودماء تنزف كل يوم، أردنا ان نرفع صوتنا بهذا النداء علّنا نجد استجابة، وخاصة نحن كأمازيغ ليبيا (أي) من عانوا كثيراً التهميش والإقصاء لمدى عقود"، يقول، مازن معمر، وهو أحد أعضاء الحراك والقائمين على المهرجان.
يُشار إلى أن "أمازيغ ليبيا" اعترضوا على قانون انتخاب الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور الليبي، بحيث طالبوا بتفعيل تمثيل المكونات الثقافية الليبية (الامازيغ والتبو والطوارق) في الهيئة، وبأن تكون هناك فقرة في القانون تضمن للمكونات الثقافية تفعيل تمثيلها، وبأن يكون التصويت على "البنود الثقافية" بالتوافق لا بالأغلبية، وهذا ما جرى رفضه.
"لم أسمع عن الامازيغ وعن حضارتهم في السابق إلا بعد وصولي الى ليبيا، وفي هذا الحفل تعرفت اكثر الى ثقافتهم وفنونهم الأصيلة واعجبتني جدا"، تشير، ايدا جزيف، وهي عضو الوفد الفلبيني المشارك في المهرجان. وتُضيف: "نحن أردنا إيصال رسالة من الشعب الفلبيني للشعب الليبي والشعوب المشاركة بأننا شعب يحب التحاور والتنوع".
وعلى هامش المهرجان، أقامت "جمعية زوارة للهوية والتراث" معرضاً للفنون والأدوات التقليدية والتراثية، بينما تركزت بعض العُروض الرامية إلى عرض التنوع الثقافي الليبي الداخلي على تقديم أوراق عمل وبعض "الكلمات من ناشطين أمازيغ، وأيضا بمشاركة من التبو، وكذلك الطوارق"، وفق ما يشرح المنظمون.
زينونة معمر، وهي عضو بلدية زوارة الراعية للمهرجان، تقول: "بالرغم من ألمنا وحُزننا إزاء ما تقدمه هذه البلاد من قوافل للشهداء كل يوم... إلا أننا أردنا ان نُحيي هذا اليوم كنوع من المشاركة في الحرب على التخلف والعنف ورفض الآخر والاقصاء الذي ينتهجه هذا التنظيم (داعش) الذي نُعانيه في هذا الوطن".
يختتم مهند دهان المهرجان بتقديم الشكر والتقدير لكل من ساهم بهذا العمل، ويقول: "أردنا أن نُوصل رسالة الحوار والتنوع... وإننا نتقبل الاختلاف مع شريك الوطن وأن نُشارك الاخرين الذين يعيشون معنا... وإنّ الاشتراك في مثل هذا اليوم مع العالم، هو أن نقول للعالم إنّ ليبيا ليست للحرب".

  • زينونة معمر: أردنا أن نُحيي هذا اليوم كنوع من المشاركة في الحرب على التخلف والعنف

    زينونة معمر: أردنا أن نُحيي هذا اليوم كنوع من المشاركة في الحرب على التخلف والعنف

0 تعليق

التعليقات