يحكي الفيلم الممتد على ثمانين دقيقة، حكاية طبيب نفسي يدعى «كمال» وصانع ألعاب في الوقت نفسه، يقرّر أن أحد أفضل أساليب العلاج النفسي لمرضاه هو دمجهم في إطارٍ عملي، فيجعلهم يشاركون في صناعة ألعاب للأطفال، ويسمّيه «المصنع» وشركة الألعاب «لوبيتو». نجاح هذه التجربة يوقد الحسد في «الأشرار» الذين سرعان ما يرسلون «جاسوسهم» متخفياً على شكل «مريض نفسي»، ما يسمح له بالدخول إلى «المشغل». يخرّب هذا «الجاسوس» العمل وإنتاج الشركة من الألعاب، ما يجعل كل شيء يتعقّد ويتطلب تدخلاً ملائكياً حتى بالتشارك مع الفتى «علي» والمرضى النفسيين في الفيلم.
يمتاز الفيلم بلغة بصرية ممتعة للغاية، فالصور متناسقة، والألوان جميلة وجذابة ولافتة بالتأكيد للكبار كما للصغار. الأمر نفسه ينسحب على سرعة حركة الكاميرا والتفاصيل الدقيقة الموجودة في العمل، وهذا يُحسب لصنّاعه، حتى إنه يمكن أن ينافس بسهولة أهم أفلام «ديزني» أو حتى الإنمي الياباني لناحية الصورة والألوان والإخراج حتى. كل هذا يُحسب للفيلم، لكن تبقى بعض الأسئلة التي يجب أن تطرح من دون أن تسبب إشكالية للفيلم بحد ذاته. أولاً قصة العمل وطرحه الرئيسي: المرضى النفسيون. حتى اللحظة نحنُ كمجتمع مشرقي نعاني في تقبّل هذه الفكرة، فكيف من الممكن تمريرها للأطفال؟ هنا يمكن أخذ هذه النقطة كنوع من قوة للعمل إذا ما افترضنا الأفضل؛ باعتبار أنَّ صناع العمل يريدون أن يخلقوا –لدى الأطفال- إدراكاً أنّ «المرض النفسي» هو شيءٌ يحدث، وأن «المريض النفسي» هو جزءٌ من المجتمع إذا ما سُمِح له. أيضاً نقطة قوة تُحسب للفيلم هو اعتماده على براءة الأطفال، فعلي مثلاً هو الوحيد الذي يستطيع رؤية الملاك، بينما الكبار يفشلون في ذلك. هنا تبرز البراءة كسلاحٍ رئيسي للطفل، فضلاً عن تفاؤله وقوة إرادته، وهذا يدعم فكرة الفيلم وتركيزه وتوجهه المباشر صوب جمهوره الرئيسي الأطفال.
لغة بصرية ممتعة، وصور متناسقة، وألوان جذابة ولافتة
بالتأكيد هناك الكثير من الأسئلة التي عَجِزَ الفيلم عن إجابتها: مثلاً لماذا «سُمّي» الفيلم «لوبيتو»؟ ماذا تعني لصنّاع العمل أو للقصة؟ ذلك لم يبد واضحاً البتة. ويمكن القول الأمر نفسه حينما يصنع أحد «المرضى» قالب حلوى (كيك) لزملائه من الزبالة التي تفوح منها الرائحة الكريهة وتحوم حولها الحشرات احتفالاً بصنعهم للعبة جميلة؛ فهل كان المقصود من المشهد هو شيءٌ من الكوميديا؟ من جهة أخرى، يلحظ في عملية الدبلجة أنَّ الأغنيات التي ظهرت في الفيلم كانت ثقيلةً على السمع بعض الشيء، فضلاً عن أنها بدت مؤداة بشكل غير محترف. هنا تجدر الإشارة إلى أنه في عصر «ديزني» وأغنيات أفلامها المدهشة. لذا، لا يمكن لصنّاع فيلم عدم التفكير في أهمية الأغنيات وضرورة الاحترافية في صنعها. المعنى: هناك العديد من المؤلفين الموسيقيين والمؤدين المهرة في الوسط اللبناني، فلماذا لم يتم التعاون معهم لإنجاز أغنيات أطفال مناسبة لعملٍ جميل اللغة البصرية؟
يذكر أن الفيلم قد افتتحت عروضه الأسبوع الفائت في «مسرح رسالات» بالتعاون مع «شركة ميم»، لينطلق بعدها في «مسرح رسالات» وصالات السينما اللبنانية عموماً.
*«لوبيتو» في مسرح رسالات» (بئر حسن ـــ نزلة السفارة الكويتية ـ بيروت) الصالات اللبنانية. للاستعلام: 07254276/