شنّ المسلحون المعارضون التابعون لجبهة النصرة فجر أمس، هجوماً مباغتاً على بلدة عدرا العمالية شمالي شرقي العاصمة السورية دمشق، مرتكبين مجزرة بحق أكثر من 50 شخصاً، بحسب مصدر رسمي. وشرح المصدر لـ«الأخبار» أن «عدداً كبيراً من العناصر أتوا من الضمير القريبة، ووصلوا إلى عدرا العمالية عند الرابعة فجراً». وتابع المصدر قائلاً إن «المسلحين حاصروا الأهالي وطلبوا منهم النزول إلى الملاجئ، ومن ثم اقتادوا نحو 200 شخص انتقوهم وفقاً لانتماءاتهم الطائفية، وأعدموا عدداً منهم». وأفادت مواقع موالية للنظام وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن المسلحين ارتكبوا مجزرة بحق الأهالي، إذ أعدموا عدداً من الموظفين في مخبز عدرا العمالية الكبير، بعدما استولوا على عشرات الأطنان من الدقيق والطحين المخصصة لأهالي المدينة. وناشدت مواقع عدة موالية، وحدات الجيش السوري للتدخّل ومساعدة الأهالي الذين اختبأوا في الملاجئ، متحدثة عن سقوط نحو 50 شهيداً مدنياً. وقالت مصادر ميدانية ليلاً إن المسلحين أحرقوا منازل الموظفين الحكوميين في البلدة، ومثلوا في جثث بعضهم. وأكدت أن الجيش السوري أرسل قوة إلى المنطقة بهدف بدء عملية لاستعادة البلدة، لما تشكله من تهديد على طريق دمشق ــ حمص، ولأنها يمكن أن تفتح باباً جديداً لتسلل المسلحين إلى داخل الغوطة الشرقية المحاصرة. وخرج من البلدة عشرات الآلاف من أهلها ومن النازحين الذين لجأوا إليها من دوما وحرستا وغيرهما من مدن الريف الدمشقي. وأكّد المصدر الرسمي لـ«الأخبار» أن «عدرا العمالية» لم تكن ساحة قتال، وأنها كانت منطقة إيحواء للنازحين الذين فاق عددهم فيها 100 ألف نازح. ولفت إلى أن ما جرى في هذه البلدة هو نسخة عما حدث قبل نحو 3 أسابيع في بلدة دير عطية في القلمون، حيث هاجم المسلحون بلدة ىمنة التي لا وجود جدياً للجيش فيها، وتعج بالنازحين، واستولوا عليها ليقولوا إن قواتهم تتقدم، في محاولة منهم لتحقيق نصر معنوي لا طائل منه. وقال المصدر إن القوة العسكرية والأمنية الموجودة في «عدرا العمالية» لا تتجاوز عديد حاجزين ومخفر. وبحسب المصدر، إن 5 من عناصر «جيش التحرير الفلسطيني» قضوا نتيجة هجوم مقاتلي المعارضة.
في المقابل، أكّد مصدر عسكري من أحد التنظيمات المشاركة في الهجوم، لـ«الأخبار» أن مقاتلين من «الجبهة الإسلامية»، وتحديداً من «جيش الإسلام» شاركوا في اقتحام البلدة فجر أمس. وأضاف: «اشتبك العناصر مع الدفاع الوطني، والمدينة الآن تحت سيطرتنا». وأشار إلى أن «حدة الاشتباكات أدت إلى إعادة إغلاق أوتوستراد دمشق ــ حمص الدولي». وأكّد الناشطون ومواقع تابعة للمعارضة، سيطرة المسلحين على مخفر المدينة وقتل عناصر الأمن الموجودين فيه.
في موازاة ذلك، استمر الطيران الحربي في قصف مراكز تابعة للمسلحين المنتشرين في يبرود في القلمون في ريف دمشق، إضافة إلى قرى وبلدات الغوطة الشرقية، ولا سيّما دير سلمان والمليحة.
اشتباكات بين «الدولة» و«الأحرار»
على صعيد آخر، تفاعلت قضية مقتل 6 من تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» على أيدي «حركة أحرار الشام» في بلدة مسكنة في شرق حلب (شمال سوريا) أول من أمس، حيث ناشد عناصر «أحرار الشام» على مواقع التواصل الاجتماعي زعيم «الدولة الإسلامية» أبو بكر البغدادي التدخّل «لضبط جنود الدولة ومراجعة أفعالهم». وارتفعت حدة الاشتباكات بين التنظيمين، ما أدى إلى وقوع عدد من القتلى والمصابين في صفوف المسلحين، وتحديداً في بلدة مسكنة. وفيما قالت مصادر ميدانية إن عناصر «الدولة» أعدموا أكثر من 10 من مقاتلي «الأحرار»، علّق زهران علوش، القائد العسكري لـ«الجبهة الإسلامية» التي تضم «أحرار الشام»، على صفحته على موقع «تويتر»، قائلاً: «حرر مجاهدو أحرار الشام بلدة مسكنة في حلب وفقدوا بعض الشهداء».
وفي الإطار ذاته، قتل أربعة مسلحين من «الجيش الحر» على أحد الحواجز في حي الصالحين في حلب، برصاص مسلحي «الهيئة الشرعية»، خلال محاولة خطف شخص يدعى عمار صبحي الجمّال بأمر من «الهيئة»، بذريعة أنه مطلوب. وما لبث الجمّال أن فارق الحياة أيضاً.
هذا واحتل مسلحو «الدولة الإسلامية» قرية مريمين الواقعة شرق منطقة عفرين (شمال غرب حلب) وطردت كتائب «الجيش الحر» التي كانت تسيطر عليها. وأتت هذه العملية في سياق «تطهير» المنطقة من «الجيش الحر»، وتشديد الحصار على المناطق التي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب» الكردية.
من جهة أخرى، أوقعت وحدة من الجيش السوري مجموعة مسلحة في بستان الزهرة في كمين وقتلت كامل أفراد المجموعة التي حاولت استغلال الارتباك الذي ساد أثناء إسعاف ضحايا قصفها لحيّ بستان الزهرة وأحياء أخرى وفق مصدر عسكري.
وارتفعت أمس وتيرة المعارك في محيط سجن حلب المركزي وموقع مشفى الكندي، حيث اشتبكت وحدات الجيش مع مجموعات مسلحة وقع معظم أفرادها بين قتلى ومصابين بحسب مصدر عسكري.
إلى ذلك، أوقف فرع الأمن الجنائي في المدينة طبيباً يرأس دائرة طبابة العاملين في مجلس مدينة حلب على خلفية صرف وصفات طبية وهمية وصلت قيمتها إلى 15 مليون ليرة سورية.
(الأخبار)