ذكرت صحيفة «ذي واشنطن بوست» الأميركية أمس نقلاً عن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى ورسميين من «التحالف الدولي»، أن قوات المعارضة السورية التي سيجنّدها الجيش الأميركي وشركاء «التحالف» «سيجري تدريبها على الدفاع عن الأراضي لا على استعادة ما فُقد منها لمصلحة تنظيم «داعش». وأوضحت الصحيفة أن بعض هؤلاء المسؤولين أبدوا «مخاوفهم من أن تنطوي هذه الطريقة في التدريب على بعض العيوب».
وقالت «بوست» إنه «رغم أن المقاتلين السوريين المعتدلين يُعدون ضروريين من أجل دحر «داعش» بموجب استراتيجية إدارة الرئيس باراك أوباما، الا أن المسؤولين لا يعتقدون بأن الوحدات (من مقاتلي المعارضة) التي جُمعت حديثاً قادرة على استعادة البلدات الرئيسية بدون مساعدة فرق حربية أميركية جاهزة للتدخل»، وهذا ما استبعده أوباما حتى الآن. وأضافت أن قوات المعارضة السورية ستقوم بدلاً من ذلك بـ«محاولة منع تنظيم «داعش» من مدّ نفوذه إلى ما هو أبعد من مساحات الأراضي الشاسعة التى يسيطر عليها بالفعل».
ولفت المقال الى أنّ القادة العسكريين الأميركيين «مترددون بدفع المقاتلين السوريين الى المعارك بشكل كامل في مواجهة المتشددين المسلحين إذا لم تكن لديهم القدرة على استدعاء الدعم الجوي اللازم وتأمين الإجلاء الطبّي المطلوب». غير أن الطائرات الأميركية «لا تستطيع تقديم تلك المساعدات بدون وجود قوات أميركية أو من التحالف في مكان قريب من أجل توفير المعلومات الدقيقة عن الأهداف».
وأشارت الصحيفة إلى أنه، وفقاً لمسؤول رفيع من دولة عربية مشاركة في «التحالف» اطلع على برنامج التدريب، فإن الخطة الموضوعة ترمي الى «تأمين المناطق التي استُعيدت»، وهي ستكون «قوة دفاعية أكثر منها هجومية». ونسبت الصحيفة إلى الجنرال وليام مايفيل، مدير العمليات لهيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي، قوله «سيحصل مقاتلو المعارضة على تدريب أساسي من أجل تأمين قراهم، وسيحدثون بعض التأثير»، لكنه اعترف بأن المقاتلين «لن يكون لهم التأثير الحاسم فى المعركة ضد داعش».
وأوضحت الصحيفة أن الإدارة الأميركية «لم تخفِ حقيقة أن الهدف الرئيسي من استراتيجيتها العسكرية في المنطقة هو قلب المكاسب التي حققها تنظيم «داعش» في العراق». وتردف «بوست» نقلاً عن مسؤولين رفيعين في إدارة أوباما، أنّ «الضربات الجوية على سوريا ليست مصمَّمة لطرد المقاتلين (المتطرفين) منها بل لتدمير البنى التحتية ومصادر الربح وهيكلية القيادة التي سمحت لهم بتحقيق انتصارات في العراق».
هؤلاء المسؤولون أبدوا قلقهم من عدم رغبة «المقاتلين المعتدلين» الذين لجأوا الى بلد آخر بالعودة الى المعركة. لذا، يرى هؤلاء أنه «على الجيش الأميركي التركيز الآن على تحديد قدرات المقاتلين السوريين ثم اختيار العناصر الواعدة من بينهم لتدريبها على تنفيذ مهمات هجومية» لاحقاً.
مقال الصحيفة عرض مختلف وجهات النظر الرسمية التي تشكك بنجاح تلك الخطة التدريبية ما لم يتخّذ القرار السياسي والميداني بمواجهة الرئيس السوري بشار الأسد في الوقت نفسه.
لكن المتفائلين بنجاح خطة أوباما يقولون إنه قد يجري اللجوء الى «نشطاء سريين ومتعهدين خاصّين تكون مرجعيتهم وكالة الاستخبارات المركزية لا البنتاغون لتقدم النصح للمقاتلين السوريين. وهناك خيار آخر يقضي بالطلب من الدول العربية التي شاركت في الحملة الجوية على «داعش» بإرسال بعض وحدات العمليات الخاصة التابعة لها الى سوريا». وتعليقاً على الخيار الأخير، ردّ المسؤول العربي الرفيع قائلاً «لن يلقى هذا الطلب حماسة لدى الدول العربية المشاركة في التحالف ما لم تقم واشنطن بإرسال جنودها أيضاً» الى سوريا.
(الأخبار)