في البداية، اطمأنّ السوريون للإجراءات الحكومية، ولوجود مركز الدوير للحجر الصحي، قبل أن يُصدموا بالصور التي نشرها الطلاب السوريون القادمون من إيران والذين كانوا في المركز نفسه. وقد كشفت هذه الصور عن حالة مزرية خلطت الأوراق وشكّلت فضيحة صحّية حاول الجميع تداركها. الأمر فرض على المعنيين تحسين ظروف مركز الدوير ليكون كـ«المنزل»، وفق تعبير أحد الأطباء الذي يعمل في المركز، مع طاقم مؤلّف من 16 ممرضاً وطبيباً. ويضيف الطبيب أنّ «العمل يجري على تحسين الأسرّة ونوعية الخدمة، والنظافة والرفاهية التي ستكون على مدار فترة الحجر».
في البداية اطمأنّ السوريون للإجراءات الحكومية قبل أن يُصدموا بالصور التي نُشرت عن مركز الحجر
ومساء أول من أمس، نتيجة الحالة المزرية التي ظهر فيها مركز الدوير الصحي، وما تبع ذلك من موجة استنكار وغضب، قامت الأجهزة الحكومية بنقل نزلاء مركز الدوير إلى فندق مطار دمشق الدولي المغلق جزئياً، منذ عام 2012، ليكون مكاناً ملائماً لهم ولمن سيعود إلى سوريا خلال الأيام المقبلة. مصادر طبية متابعة لملف إجراءات وزارة الصحة، تؤكد لـ«الأخبار»، أنّ التركيز ينصبّ حالياً على مدينة دمشق في إجراءات الحجر الصحي، كون مطارها الدولي صلة الوصل الوحيد مع العالم الخارجي، بعد إغلاق جميع المعابر الشرعية مع البلدان المحيطة واقتصارها فقط على تبادل البضائع. وتضيف المصادر أن «لا خيار لدينا إلا التعامل بحذر، على مبدأ أن ما نقوم به هو لتفادي تفشي المرض في سوريا، لأنّ العواقب ستكون مخيفة بسبب تهالك القطاع الصحي، بفعل الحرب وخروج منظومات صحية مهمة عن الخدمة».
من جهته، يشير أحد مديري مستشفيات دمشق، في حديث إلى «الأخبار»، إلى «تجهيز المشافي العامة بغرف للحجر الوقائي بأسرّة قليلة، بغية تفادي الازدحام، مع تأمين جميع المستلزمات للحالات المشتبه فيها»، موضحاً أنّ «الحالة التي ستتأكد إصابتها بالفيروس سيكون لها وضع آخر، حيث تنقل إلى غرف العناية الفائقة وتخضع للمراقبة حتى شفائها».
وتجري في دمشق تحاليل يومية لعيّنات من حالات مشتبه فيها، ظهرت جميع نتائجها سلبية حتى الآن. وفيما لا يوجد إلا جهاز واحد للتحاليل مع عدد كبير من «كيتات» الفحص، فقد خُصّص للتحقّق من كل الفحوص التي تأتي من مركز الحجر الوحيد، أو المستشفيات المخصّصة في المحافظات. إضافة إلى ذلك، فقد جرى اعتماد هذا الخيار، كتوجّه من «منظمة الصحة العالمية»، وبسبب غلاء هذه التحاليل، التي يصل سعر التحليل الواحد فيها إلى 300 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 300 دولار أميركي.