تنطلق اليوم اجتماعات جولة جديدة من المحادثات السورية في العاصمة النمساوية فيينا، التي يفترض أن يقتصر جدول أعمالها على يومين فقط. الجولة يحضرها وفق المعلن، الطرفان السوريان الحكومي والمعارض، وينتظر أن يبحثا خلالها قضايا تندرج ضمن «سلّة الدستور». وتأتي أهمية هذه الجولة من كونها تعد مرحلة وسيطة قد تمهّد لمشاركة معارضة في مؤتمر «الحوار الوطني» في سوتشي، خاصة بعدما عقدت «هيئة التفاوض» المعارضة، لقاءات مع كبار المسؤولين الروسي في موسكو، وزارت تركيا أمس للتنسيق معها في مسألة الحضور في «سوتشي» من عدمه.


ومن جانب الأمم المتحدة، أعرب المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، عن «تفاؤل» بجولة المحادثات الحالية، إذ قال رداً على سؤال صحافي عن توقعاته بشأن الاجتماعات: «بالطبع أنا متفائل، لأنه لا يسعني أن أكون غير ذلك في مثل هذه اللحظات»، مضيفاً أن المرحلة الحالية في مسار المحادثات «حرجة جداً جداً». وانعكست حساسية الجولة الحالية أيضاً، على تصريحات وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الذي أشار قبل تصريح دي ميستورا، إلى أنه «ليس هناك اليوم أفق لحل سياسي سوى الاجتماع... في فيينا، بمشاركة جميع الأفرقاء الفاعلين، وحيث آمل أن تُوضَع خطة للسلام»، معتبراً أن محادثات فيينا ستشكل «الفرصة الأخيرة» لإيجاد حل سياسي.
وبدوره، علّق المتحدث باسم «الهيئة» المعارضة، يحيى العريضي، على كلام دي ميستورا، بالقول إن «المفاوضات تمرّ بفترة حرجة... وأحد ملامح ذلك أن هذه الجولة تعقد ليومين. ويومين حاسمين». وأضاف: «هناك استحقاق تسعى موسكو إلى القيام به، ولا أعتقد أن سوتشي يمكن أن يصادر جنيف إذا كان هناك بحث حقيقي عن حل... وبحسب كلام الروس، فإن أي أمر إيجابي يصدر من سوتشي يجب أن يصب في جنيف، وإلا فسيكون مفرغاً من مضمونه». وفي سياق الحديث عن سوتشي، قالت وزارة الخارجية الروسية إن الوزير سيرغي لافروف ناقش في اتصال هاتفي مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، استعدادات بلاده لاستضافة «مؤتمر سوتشي» يومي التاسع والعشرين والثلاثين من كانون الثاني الجاري. وقالت الوزارة إن الوزيرين ناقشا «خطوات مشتركة إضافية».
وبالتوازي، ناقش لافروف مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون، تطورات الوضع السوري، وفق ما أوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نورت. وجاء الاتصال في وقت اتهم فيه الكرملين واشنطن، بالسعي إلى عرقلة الجهود الدولية للتحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، وذلك بعد تحميل واشنطن لموسكو المسؤولية عن هجمات كيميائية يفترض أنها وقعت في سوريا. ومن جانبها، أدانت دمشق كامل الادعاءات الأميركية والفرنسية حول استخدام أسلحة كيميائية من قبل الجيش السوري، مؤكدة أنها أبدت كل التعاون لإجراء «تحقيق نزيه وموضوعي ومهني» في هذه المسألة.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، تاس)