لن ننتظر «الفيفا» حتى يعلن تشكيلته، إذ بطبيعة الحال كان الاتحاد الدولي لكرة القدم مثيراً للجدل في الأعوام القريبة الماضية، في كل مرّة كشف فيها عن تشكيلة الـ 11 الأفضل الذين يشكّلون الفريق الحلم في نهاية كل سنة.
كثيرة هي النقاط التي تعطي أفضلية لنجومٍ كانوا متقاربي المستوى حتى الأيام الأخيرة من سنة 2014، التي تقترب من لفظ أنفاسها الأخيرة. إلا أن هناك من حسم الأمور من خلال تسجيله نقاطاً مهمة غنمها من الألقاب الكبيرة التي كان له دور فاعل في حصول فريقه أو منتخبه عليها.
تشكيلتنا المثالية لسنة 2014، وقوامها استراتيجية 4-4-2 الكلاسيكية، تبدأ من حراسة المرمى، حيث لا يمكن أن يزاحم أحدٌ العملاق الألماني مانويل نوير، الذي سيدخل السنة الجديدة مرشحاً لحمل الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم. وهنا بيت القصيد، إذ لم يتوقع أحدٌ أن يكون حارساً للمرمى هو الذي سيأتي ليهدد عرش البرتغالي كريستيانو رونالدو أو الأرجنتيني ليونيل ميسي. إلا أن نوير هو أكثر من حارسٍ للمرمى، لا بل إنه يعيد صياغة مفهوم هذا المركز من خلال ما قدّمه مع بايرن ميونيخ ومنتخب ألمانيا تحديداً، حيث لم يضطلع بمهمة صدّ الكرات فقط، لكن بناء الهجمات وتنظيم اللعب والمشاركة فيه أيضاً من خلال الوجود كثيراً خارج منطقة الجزاء!
في مركز الظهير الأيمن، يبرز اسم ألماني آخر هو فيليب لام، الذي كانت نهاية السنة بالنسبة إليه سيئة جداً بعد الإصابة القوية التي تعرّض لها. لكن قبل هذه الإصابة، كان لام نجماً لامعاً في خط الوسط مع بايرن، ما دفع مدربه الإسباني جوسيب غوارديولا الى القول إن كابتن ألمانيا هو أذكى لاعبٍ درّبه. وبعد لعبه خارج مركزه مع الفريق البافاري، عاد لام ليثبت أنه أفضل ظهير في العالم فكان نقله الى هذا المركز خلال المونديال نقطة تحوّل في المسيرة المظفرة لـ«المانشافت».
قلبا الدفاع الأفضل في 2014، يملكان مقومات أكبر من مجرد إبعاد الكرات وتنظيف المنطقة، فإذا تحدثنا عن الإسباني سيرجيو راموس، فإننا نحكي عن مدافعٍ صلب وهدافٍ كانت أهدافه حاسمة لريال مدريد في نصف نهائي ونهائي دوري أبطال أوروبا، ومثلها في نصف نهائي ونهائي مونديال الأندية، حيث اختير أفضل لاعبٍ.
وبصورة مشابهة، كان الألماني ماتس هاملس الذي لولا وجوده في خط دفاع ألمانيا لما حلمت بلاده بإضافة نجمة ذهبية رابعة الى القميص الأبيض.
أما مركز الظهير الأيسر، فقد يبدو الخيار مفاجئاً للبعض إلا لمن تابع اتلتيكو مدريد الإسباني عن كثب، حيث كان البرازيلي فيليبي لويس احد المؤثرين البارزين في سحب فريقه البساط من تحت العملاقين ريال مدريد وبرشلونة في «الليغا»، ثم بلوغه نهائي الأبطال، والدليل انتقاله السريع الى فريقٍ كبير مثل تشلسي حيث يقدّم مستوى كبيراً حالياً.
وأمام هؤلاء يمكن وضع الإسباني شابي ألونسو الذي أوجد التوازن في تشكيلة الريال بروحٍ قيادية عالية، قبل أن يذهب الى بايرن ليثبت نفسه سريعاً كأحد نجومه. وإلى جواره يقف خليفته في الريال أي الألماني طوني كروس، الذي أعاد الاعتبار لهذا المركز بتظهيره صورة القائد الموجّه على أرضية الميدان، فكان رائعاً في 2014 مع بايرن وألمانيا، ثم مع الفريق الملكي.
أما على الطرفين، فهناك الأرجنتيني أنخل دي ماريا والهولندي أريين روبن، إذ لو قدّر وحصل أحد منتخبيهما على لقب المونديال، فإن أحدهما كان سيقف بلا شك في موقع المنافسة على لقب الأفضل عالمياً مع ماكينتي التهديف في التشكيلة المثالية رونالدو وميسي، اللذين لا حاجة إلى سرد أرقامهما وسحر أهدافهما طوال السنة.
تشكيلة رائعة تحتاج الى مدربٍ دخل التاريخ وهو مدرب «المانشافت» يواكيم لوف الذي كان الأفضل بين أقرانه بهندسته إنجازاً تاريخياً للألمان.